الأربعاء، 21 ديسمبر 2016

لا تحكم على الكتاب من عنوانه

دائما ما نسمع " الكتاب مبين من عنوانه"
ولكن عناوين الكتب لا توضح حقيقة محتوى الكتاب. 
فكيف لكلمه او سطر يوضح ٣٠٠ صفحه
"لا تحكم على الكتاب من عنوانه" 
اقرأ ال٣٠٠ صفحه بعدها يحق لك ان تقول إذا كان الكتاب مبين من عنوانه ام لا. 
ولكن من منظور اخر، عندما تحكم على شخص معين من مظهره او طريقه كلامه وهو يحكم عليك ايضا من نوع سيارتك وملابسك. فأنك قد تعلم انه يقيمك الان او ان احدا سيقيمك ويحكم عليك بأنك من طبقه اجتماعيه معينه. ولكنك لا تسمعه. 

وانت تمارس نفس العملية بنفس الطريقة ولكن لاحد يخبر أحد. فقط حكم صامتا حتى تحدد من اي صنف هو من ضمن تصنيفاتك للبشر. ولكن، ماذا عن حكمنا على أنفسنا، والذي عاده ما يجعلك تسمع كل الافكار السلبية التي تمر عليك والتي لم تكن قد سمعتها من احدا مسبقا. وتشعر بمشاعر سلبيه سببها انت! 

عندما تقيم وتحكم على نفسك بان شكلك من المفترض ان يكون بشكل معين وليس على ما انت عليه وتبتدأ بملاحظته على جميع من يملك الشكل الذي تعتقد بأنه من المفترض ان تكون عليه. عندما تتصرف بتصرف معين. وبعدما تلوم نفسك لماذا لم اقول هكذا او لماذا قلت هكذا. عندما يمر موعد نومك وانت تعلم أنك تستغرق الوقت على شيء ليس له قيمه، وفي الصباح تكره نفسك لأنك لم تنم مبكرا.

كل الاشياء التي يجب عليك ان لا تفعلها، وفعلتها او كل الاشياء التي يجب ان تفعلها، ولم تفعلها. هي احكام صغيره، ولكنها مستمرة ودائمه، وتأثيرها كبير جدا. وهي مسؤوله عن تقلب مزاجك والافكار السلبية التي تتخلل عقلك.

نحن نعاقب أنفسنا دائما بالحكم عليها حتى نقتنع لاحقنا اننا هكذا. نتساءل عن قدراتنا وهل نحن نملك مهاره معينه فنبدئ بالتشكيك فيها والتقليل منها حتى نعتقد اننا لا نملكها. نحن الذين خلقنا انعدام الامان او الاستقرار في أنفسنا Insecurities، فحين تعتقد أنك تستطيع فانت حقا تستطيع. لا تجعل الافكار السلبية تقلل من قدراتك.

عندما تعمل شيء وتتمنى ان لو لك الطاقة او القوة لإكمالها وانت تعمل عليها فستتوقف يوما عن اكمالها. ونفس الطريقة عندما تغصب نفسك عن عمل شيء فستتوقف عن اكمالها فما هو الحل.

الحل هو ان تحاور نفسك. 
فالسبب في هذه الافكار والتناقضات هو عدم محاوره الذات. 
فعندما ينتابك شعور يقولك لك لا اريد ان اعمل الان، حدد وقت تكون فيه بكامل قوتك لتعمل ولا تعاند نفسك. فعندما تخمد الحوار الداخلي، ستفشل في تذكير نفسك بأنك لا تريد ان تعمل وبعدما ستنهال عليك الافكار السلبية من تأنيب نفسك بأنك مقصر، فاشل، لا تستحق، لا تستطيع ان تدير وغيره

حاور ذاتك واتفق مع نفسك وأقنعها ولا تغصب نفسك على شيء دون محاورتها بأهمية ما تعمل ولا تجعل حكمك عن نفسك في وقت عدم راحتك، او تصنف نفسك بفاشل او ناجح في مجال لا تحبه. ولا تحكم على نفسك بحكم سلبي غير مدروس ومُتأكد منه لان الكتاب الذي هو انت  لا يُعرف دائما بعنوانه الذي تنصفه افكارك السلبيه عنك.

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2016

بين الحديث والصمت

قيل قل خيراً او اصمت..
عباره عميقه في معناها وتحتاج للترويض لتطبيقها..
في الحياة اليومية نجد ان اختلاف الشخصيات أحد اسباب كثرة الثرثرة او عدمه 
ولكن جميع الشخصيات تستطيع ان تطور من نفسها حتى تصل لسلوك معينه تريده.
الصمت بحد ذاته يدل على هدوء واستقرار وحكمه النفس. وهو ايضاً سلوك امن يجنب صاحبه الاخطاء

يموت الفتى من عثرة بلسانه وليس يموت المرء من عثرة الرجل.
فعثرته من فيه ترمي برأسه وعثرته بالرجل تشفى على مهل.

عندما يزيد شوق شخص للماضي فيزداد حديثه وهذا ما يفسر كثرة حديث كبار السن ولكن نتيجة لسنهم فهو يعتبر امر طبيعي. وبينما الاطفال تتعدد اسبابهم من لفت الانتباه، والتعبير عن مخاوفه، وطريقه لإعتراف الاخرين به. 

ولكن كمعايير اجتماعيه كثرة الكلام يعتبر سلوك سلبي وغير مستحب.

فهو غالباً يُستخدم كوسيله اجتماعيه دفاعيه لتعويض الاضطراب والقلق الداخلي فيواجه بإخفاء شخصيته بهذا السلوك حتى يصبح مقبولاً عند الاخرين ويظهر بصوره الشخص المحبوب. فمنهم من يخاف الصمت حيث الحديث المستمر طريق لحماية الذات وهو مستمد من الخوف من الفراغ. 

وهناك علامات للشخصية المضطربة وهي تقلب المزاج المتكرر، العزلة الاجتماعية، نوبات الغضب، العلاقات العاصفة 
وفقا لمايو كلينك 

فمتى يعتبر الشخص نفسه كثير الكلام؟ 
او متى يصبح الصمت أفضل من الكلام؟ 
وماذا عن الكلام الذي فيه فائدة، حكمه، عبره؟

توصف الجنه في ٤ مواضع بأن لا يوجد فيها لغو ابدا:

لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (الغاشية)
لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (النبأ)
لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشياً (سوره مريم) 
يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (الطور) 

بينما ٣ مواضع يصف فيها بأن المؤمنون معرضون عن اللغو:

الَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (المؤمنون)
وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْه. (القصص) 
وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (الفرقان)
لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا (سوره الواقعة) 

واخر موضع للكفار:

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (فصلت)

ففي القران ١١ موضع يتعلق بهذا الغو: ٢ في اللغو في الايمان (سوره المائدة والبقرة)و٩ في الكلام ٤ منها في الدنيا و٥ في الجنة. 

فاللغو في اللغة هو: السقط، وما لا يُعْتَدُّ به من كلام وغيره، ولا يحصل منه فائدة ولا نفع. (لسان العرب)
وليس المقصود به الامور التي يجب تجنبها مثل: الغيبة، والنميمة، الهمز، اللمز، السخرية وغيره 
بل الكلام الذي يبدر من اللسان ولا يراد معناه. 

فاللغو في القرآن الكريم ورد دائما في معرض النهي عنه ، أو في معرض الذم ، أو مدح من تركه وأعرض عنه.

استثمار الوقت والتعامل مع الفراغ بطريقه تصب في منفعه الشخص هي العلاج المناسب.
وفي النهايه، كلنا نقع في اللغو ولكن من يدرك ويعي فسوف يعرف ويحدد ما يجب ان يقوله ومتى يجب ان يصمت.
"فالصمت هو إمساك عن قول الباطل دون الحق بينما السكوت إمساك عن الكلام حقًا كان أو باطلًا"
" وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم ؟ "رواه أحمد ، والترمذي

اللهم اجعلنا ممن يعرضون عن اللغو ،، والَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ( الزمر) 

الخميس، 17 نوفمبر 2016

لا ترى نفسك من زاويه ضيقه فتظلمها

كلن ينتهج النهج الذي يظنه مناسباً له.

حيث  يعتقدون ان الذي ينتهجونه هو النهج الصحيح.
ومن حولهم هم مقاييس للأخطاء الذي يجب ان لا يقعون فيه
هناك شخص طيب، وشخص منافق، واخر كاذب، واخر صادق. جميعهم يرون أنفسهم انهم على صواب وكل شخص فيهم يرى الاخرى من زاوية معينه اخرى.


فلو كان المنافق صديق للطيب فسيرون ان الكاذب هو اسوء شخص موجود بينهم ولو كان المنافق عدو الطيب لكان الطيب هو المنافق في نظره.


فكل شخص يحكم حكما معينا ويظن نفسه ينتهج نهج صحيحا.


فلو كان المنافق الصديق للطيب رأى فيه مرض معين فسيقول بأنه هذا اختبار له حتى يكسب حسنات أكثر. بينما لو كان المنافق عدو للطيب فسيقول بأنه ابتلاء من الله على افعله .


فكل شخص ينتهج منهج معين ويقيس الاخر على ان نهجه غير صحيحا

فالشخص الصحيح احيانا يخطئ.، والشخص الخاطئ احيانا يصيب. 
الحكم على الاخر بتصنيفه سواء كاذب، صادق، منافق، طيب هي مقاييس غامضه لا يمكن ان تكون دقيقة، الا إذا عُرف الذي اصدر الحُكم والذي اُنزل الحٌكم عليه ومعرفه البيئة اي المواقف التي كانت تجمعهم.

وقس عليها من يقيس غيره بأنه كافر، مؤمن وغيرها من التصنيفات السياسية
التي لا يعترف بها الشخص نفسه او يصنف نفسه من فئتهم. 


فرؤيه النفس في منظور الشخص الصحيح او الذي ينتهج نهج صحيحاً
ويقيس عليها غيره هو بذلك يظلم من حوله ويظلم نفسه لانه غير واقعي. 


فالناس قابله للتغير، الصحيح ليس صحيحا دائما، ومن حولك يملكون نسبه منا لصحة، وانت تملك نسبة من الخطاء فانظر الى المكان من جميع الجهات لانك محصور في زاوية لاترى سوى نهجك .

الأحد، 13 نوفمبر 2016

يتغذى على طاقاتهم

على المستوى الفردي: عائلة معروف عنها الحزن، النكد، او المشاكل والصراعات. 
فشخص يتنرفز فيتنرفز جميع من حوله لا ارادياً، او شخص يبدأ بخلق مشكلة فتصبح باقي الايام مليئة بالمشاكل
على مستوى المجتمع: فئة تكره فئة حتى يكبر ذاك الكره الى العنصرية والتمييز لتصل لمشكلة اقليمية

فما هو سبب تكرار نفس النوع من الاحداث؟او ما هو السبب الذي يجعل الحدث خارج عن السيطرة؟

هناك ما يُسمى بالبندول: 

"إن الحياة عبارة عن "بندولات" أو تيارات وكل "بندول" نشأ عن طريق شخص أو مجموعة، وصار يتغذى على طاقاتهم واهتمامهم بها، وهناك ملايين من "البندولات" تجرف الناس إليها دون أن يعوا ذلك، وتتمثل بالتيارات الفكرية أو السياسية التي تجرف الناس معها دون وعي منهم، فتبقى حياتهم معلقة بهذا التيار أو "البندول"، ويستنفد كل طاقاتهم، دون وجود فائدة لهم."

اذاً البندول: طاقة بدأت ثم خرجت خارج السيطرة والتحكم. 
كل شيء يريد ان يعيش حتى البندول يريد العيش عن طريق الاهتمام. كلما زاد الاهتمام كل ما عاش 
١- لو لم تعطيه اهتمام لن يستمر البندول 
٢- لا يصح ان تقاوم البندول بالبندول لان التيارات او البندولات سلبية 

التيار او البندول هو شيء دائما سلبي بينما الموجة هي شيء ايجابي:
البندول: الشر لازم يتغذى من الناس حتى يستمر
اما الموجة: الخير لا يحتاج ان يتغذى من الناس حتى يستمر 

فاذا كنت ضد التيار فانت تغذي هذا التيار، لو صرت معاهم فأنت تغذيه ايضا. مثلا صراع في العمل يجب عليك ان تنتبه ف البداية. في البيت تيار ضد شخص يجب ان تنتبه للتيار وملاحظاته 

كم تيار تتعرض له؟ لاحظ حولك.. كيف تتعامل مع هذه البندولات ؟
كل بندول له سيناريو، إذا واجهته بشي مختلف فسوف تلغي البندول. العب مع البندولات لو متوقع منك ان تغضب، اعمل سيناريو مختلف، اضحك مثلا. 

مثال: امرأة تربت في بيئة مضطربة مع الايام كبرت وتزوجت فإنها ستحاول ان تجعل البيئة مضطربة. لأن الناس عندها استعداد انها تموت ولا تدخل في المجهول فتفضل البقاء في مجال الراحة المناسب لها وهو الاضطراب الذي تم التعود عليه. 

النور لا يحتاج للناس، لكن الظلام يحتاج ان تبعد النور ليكون ظلام. احيانا تحتاج force دفع مع power قوه مع قيمه. لان ليس جميع الناس تمشي بالقيم فتحتاج ان تطبق قانون لتجعلها تمشي نحو قيم معينة.

فطاقه التيار تجذب الأشخاص، فيتصرف الأشخاص بطريقة غير لائقة لإن الحماس يأتي من البندول وهو خارج عن التحكم. فيبدأ الموضوع بمسألة بسيطة وتنتهي بمشاكل كبيرة خارجه عن التحكم لأنها لم تُضبط. غالباً، يقودك ناس يقودون تيارات معينة 

الطريقة السليمة للتخلص من البندول:
١- تعي بالتيارات الموجودة حولك سجلهم واكتشفهم
٢- الاعتراف بوجود البندول
٣- لا تعطيه انتباه او اهتمام( فراغ من التفكير و المشاعر)
٤- ركز على ما تريد

بعض من تلخيص برنامج لاتيه د.صلاح الراشد

الاثنين، 31 أكتوبر 2016

بسبب شغف


عندما يغيب الشغف .. تفقد الروح التي تحفزك
التي تجعل من أمرٍ عادي .. طاقة وهدف منشود
التي تجعل لوحة الحياه ملونه بطريقه براقة
وقود نحو أفكار تريد ان تراها واقعاً
رغبة قوية نحو التغيير .. نحو إحداث فارق
رغبه جامحة نحو شيئاً ما يهمك
استعداد كامل لبذل ماتملك
فكرتك مرتبطة بمشاعر قويه تلزمك نحوها
نشاطاً لوقت طويل دون ملل او كلل
كل ذلك يحدثه الشغف 
وان غاب فُقدت روح الحياة
حيث تصبح في رتابة وهدوء مزعج

الاثنين، 24 أكتوبر 2016

فارغ من الداخل


فراغ من الداخل بحيث لو نطق لا تكاد ان تسمعه.. 
تنهمر الردود في عقلك لتحاججه بدلا من ان تنصت اليه..
فراغ لدرجه انه لو تحدث عن شيء اخذ طاقته وأفرغه.. 
وإن فكر بالعمل والسعي.. 
يختار الهامش حتى يكون محط الانظار
بينما يعمل الاخرون في المحتوى حتى تكبر الدائرة 
ويأتي هو ليعيش على هامشها ليُرائي.. ليُعارض.. 
ليجعل المحتوى هشاً حتى يتساوى بالهامش 
يزرع بذوراً على الهامش لتنمو وتكبر 
لتعتقد بأنها عائقاً خّيراً للتضيق على المحتوى 
ولكن تكبر الدائرة بمحتواها وتتسع حتى 
تقتلع البذور التي نمت على أطرافها لتشكل لها هامشاً أكبر 
يعيش عليها من اٌقتلعت بذوره حتى يعمل 
بمثل عمل من كان يُرائي ويُعارض.. 
الى ان يأتي وقتاً.. وقتاً طويلاً.. وقتاً بعيداً
تصبح الدائرة كبيره بحدود واضحة ساطعه مُحدده 
لا هوامش لها ولا مكان فيها لأي مٌتصيد..
لأي معارض، مرائي، هشاً.. 
فيبقى .. ليعيش على هامشاً ليس له اي محتوى 
فيه فراغ، دون كيان، دون بذور، دون وعي 
يحتاج وقتاً طويلا ليستوعب انه على الهامش..
يأتي بعدها ليحاول ان يصبح جزء من الدائرة 
ولكن لا يمكن لأي فارغ ان يملئ محتوى
فيستوعب بعدها بأنه هو عباره عن 

فراغ من الداخل بحيث لو نطق لا يكاد ان يسمعه أحد 

السبت، 15 أكتوبر 2016

أشهرنا من اشتهر

تقدير الجهود سبب لاستمرارها.

إذا كان الشخص في محل تقدير الاخرين، فسيشعر بشغف اتجاه ما يفعل، وستزيد انتاجيته. 
ولكن هل نحن نّقدر الاشخاص الذين نتمنى ان يزيدوا من هذه الإنتاجية.او بصيغه اخرى هل نحتاج هذه الإنتاجية فلذلك نلجأ لتقدير هؤلاء الاشخاص فبالتالي تغيرت القيمه.

المجتمع يستطيع ان يرفع ويقلل من قيمه الاشخاص مهما كان الشخص حريصاً بأن تُرفع قيمته. فالإعلام الحديث، غير مفاهيم الإعلام القديم.

فالإعلام القديم كان محصوراً في الصحافة والتلفاز والإذاعة. فأي خبر يُنشر يتأثر به المتلقيين. فلم يكن لهم اي يدٍ في صناعه المحتوى. فكانت تشكل الرأي العام في موضوع او قضية بسهوله.


اما الأن فالإعلام الحديث، أصبح الجميع قادراً على صناعه محتواه، فلم يعد مقصوراُ على جهة معينه فأصبح ثنائي الاتجاه ولم يصبح أحادياً كما كان سابقاً. فكل شخص أصبح صحفي بالمفهوم القديم يستطيع ان يكون ناشراً في الوقت الذي يريده وتصل رسالته الى العديد.


ولكن من هي الشريحة الجديدة التي ظهرت في الإعلام الجديد ولماذا لم يكونوا متواجدين سابقاً! هل حقاً هذه حصيله الجيل الجديد ! 
ام ان الفرق بين الماضي والحاضر، هو ان أصبح بمقدور اي شخص ان يظهر على الساحة وقديماً لم تتمكن هذه الفئات من الظهور!
نحن من نصنع قيمه الافراد! ونحن أشهرنا من اشتهر.

فتقبل الاعلام الحديث مهم لمواكبه العصر لانها الأداة الجديدة للتواصل، ولان لا يوجد قانون ثابت يحدد ادوات الإعلام لكل العصور فالتغيير مستمر وسيستمر.


فلنُشهر الفئة التي نريد انتاجياتها ولنخمد الفئة التي لا نريدها حتى "نميت الباطل بالسكوت عنه".

الأحد، 9 أكتوبر 2016

ماء و سراب


هل الحقيقة هي دائماً الواقع ؟
ام ان الواقع هو دائماً حقيقه؟
هل ما نراه وما نعتقده هو انعكاساً للواقع والحقيقه؟
ام ربما هي تصوراتنا التي بنيناها و اسميناها بالحقيقه وعليها حددنا الواقع؟


ليس كل واقع ! حقيقه ..

الواقع: اننا نرى ان القلم مكسورا في منطقه اتصال الماء بالهواء(حددناه عن طريق النظر )
لكن الحقيقة: هي أن القلم سليم من الكسر بعد إخراجه من كوب الماء ! (نحددها بالبحث والتقصي والاختبار بكل وسيلة متاحة).

فالحقيقه تتطلب الجهد للوصول اليها والبحث عنها لمعرفتها، قد تظهر بعده طرق مختلفه او ربما يغطيها عائق يمنعها من الظهور. ابحث و ستظهر على السطح مع الايام. ولكن هناك ظرف، مكان، او ربما زاويه أخرى يجب ان تنظر لها حتى تصل للحقيقيه بمصداقيه

بينما الواقع ليس ثابتا الواقع متغير دائما مهما كان بطيء في التغيير.

لذلك لا يوجد واقع ثابت ولا حقيقه صحيحه دائما، فهي تختلف على حسب العوامل المؤثره عليها. و أيضا على حسب العقول المتلقيه، تختلف على حسب الزمان والمكان والتعليم العالي. اقصد بالتعليم العالي هو الإنفتاح على مجالات عديده والإلمام على الأقل بشيء مستفاد منه في كل مجال وليس حصرا على التعليم الأكاديمي فقط، لانه لا يفتح افاق الفكر. ما يفتح هذه الافاق هو التعليم الذاتي التعلم الذي لا يفرضه عليك ظرف اجتماعي او اقتصادي. ما الذي يجعل اكثر " المتعلمين الاكاديمين" يرسلون الاخبار المغلوطه والاشاعات في التواصل الاجتماعي؟
( يرون الخبر حقيقه لذلك لم يبحثوا).

ما الذي يجعل " المتعلم تعليم اكاديمي" يرفض ولا يقبل أي رأي يتنافي مع رأيه ؟ وان لم تقبل رأيه، استخدم ايه قراءنيه ليخدم بها رأيه دون علمه بأن هذه الايه لا يجب ان تستخدم في هذا الموضع لان تفسيرها والظروف التي نزلت بها هذه الايه مختلفه. 
( يرى ان رأيه حقيقه لذلك لم يبحث).
انشتاين لم يُقبل فكره بل وجعلوا فكره ناقصاً. والان انشتاين بسبب فكره بدل طريقه عيش البشريه. (بحث و وصل لحقيقه ولكن واقعه لم يكن متناسبا مع الحقيقه)



الماء: حقيقه الحياه "و جعلنا من الماء كل شيء حي" سوره الانبياء. والسراب: واقع متغير غير ثابت في الحياه. تراه ماء ولكنه ليس بماء

"والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب" سوره النور.

لا تتبع السراب تظنه حقيقه، ابحث وتعلم دائماًِ فستصل الى الحقيقه المنشوده. لا تقبل بأفكار جاهزه ولا تجعل واقعك يِلقنك.لا تحكم على غيرك دون ان تعرفه، ولا تكن متحيز لمجموعه دون اخرى، ولا تتجاهل الحقيقه لانك تريد ان تعيش في سراب.

"ليكن واقع عملك مطابقاً لحقيقة حياتك تعيش بسلام آمن"

الخميس، 15 سبتمبر 2016

لحلول إصلاحية مُستعجلة

بينما كان يعمل كوفي على الدكتوراه في عام 1970، استعرض 200 سنة من الأدب على النجاح. لاحظ أنه منذ عام 1920، كانت كتابات النجاح تركز على إيجاد حلول لمشاكل محددة. في بعض الحالات احيانا تكون هذه المشورة التكتيكية فعالة، ولكن فقط في القضايا الملحة وليس على المدى الطويل.

قبل ال ١٩٢٠، كان اساس النجاح يعتمد على الاخلاق الشخصيه(Character ethic) والتي تشدد على مبادئ وأسس اعمق للنجاح. وتعرف هذه الفلسفة Character Ethic: والتي بموجبها تعتبر النجاح في النزاهه، والتواضع، والاخلاص، والاعتدال، والشجاعة، والعدالة، والصبر، والبساطة، والقاعدة الذهبية التي يقصد بها عامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك).

ولكن في بدايه ١٩٢٠ تحولت نظره الناس للنجاح الى ما يسميه فلسفه الاخلاق الشخصيه (Personality Ethic): حيث الشخصية، والصورة العامة والمواقف والسلوكيات، والمهارات والتقنيات، والحفاظ على موقف إيجابي، هي التي توظف النجاح للانسان. 

والفرق بين تعريف الاخلاق الشخصيه (Character ethic) و (Personality Ethic). هو انال(Personality ) هي التي يمكنك ان تصفها من خلال تصرفاتك. بينما (Character ) هي مجموعه من القيم التي تصور القيم الاخلاقيه الخاصه بك. 

عناصر الCharacter هي صفات اولويه ولكن الPersonality هي عناصر ثانويه. العناصر الثانويه قد توصل الشخص للنجاح احيانا في بعض الحالات ولكن الاثنان ضرورياً للنجاح على المدى البعيد.

تكمن المشكله عندما يلجأ الشخص لتغيير السلوك الخارجي فقط مالم يكن التغيير مرتبط بتغيير داخلي حقيقي. لأننا نرى العالم من وجهه نظرنا والتي يكون لها تأثير كبير على كيفيه النظر في اغلب الامور التي حولنا. في الوقت الذي نفهم فيه العوامل التي حددت واثرت وكيفت ماضينا. يمكننا ان نشهد نقله نوعيه في الطريقه التي نرى بها الاشياء حالياً حتى نصل لتغييرات كبيره في حياتنا.

في هذه الايام يبحث الناس الى الاصلاحات السريعه. فعندما يرون شخص ناجح او مؤسسه او فريق. يلجؤون لطرح هذا سؤال: كيف يمكنني ان افعل ذلك او علمني الاساليب الخاصه بك" املاً في توفير الوقت والجهد للوصول للنجاح المنشود. ولكن هذه الاصلاحات السريعه هي كلزقه الجروح والتي ستعطيك حلول لفتره محدوده ولن تعالج الشرط الاساسي.

"ان الطريقه التي ننظر بها للمشكله هي المشكله". من اجل تحقيق تغيير حقيقي، يجب علينا ان نسمح لانفسنا بأن نخضع لتحولات نوعيه حتى نغير انفسنا بشكل اساسي وليس فقط تغيير مواقفنا وسلوكياتنا على مستوى سطحي.
Covey, S. R. (1998). The 7 habits of highly effective people. Provo, UT: Franklin Covey.

الجمعة، 9 سبتمبر 2016

على مذهب الأعرابي

والنتيجة هي كل ما نراه حولنا. 
صارت الامور سيئة لهذا الحد لان تكون الصلاة حجه على عدم الصلاة. ماذا فعلت صلاتنا بنا؟ بل ماذا فعلنا نحن بها؟ 

عبر تاريخ طويل مررنا بهزائم وانكسارات وتركت اثارها فينا جعلتنا نقنع بأقل القليل بل لا نطمح الا بأقل القليل. وهكذا حتى فهمنا كل شيء من زاويته الأضيق والادنى ولم نعد نتوقع من أنفسنا الا ما هو متدن ورديء

فقدنا احترامنا لأنفسنا وتدني تقويمنا لها ولإمكانياتنا فلم نعد نتوقع من أنفسنا اي شيء ايجابي. لم نعد نرضى بأوساط الحلول بل صرنا نرضى بالفتات ونطالب من اجل الفتات في كل شيء 


حتى فيما نتوقعه من الصلاة 

(أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس فقال: يا رسول الله أخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاة؟ فقال: خمس صلوات إلا أن تطوع شيئا فقال: أخبرني ما فرض الله على من الصيام؟ فقال: شهر رمضان إلا أن تطوع شيئا فقال: أخبرني بما فرض الله على من الزكاة؟ قال: فأخبره الرسول صلى الله عليه وسلم بشرائع الإسلام قال: والذي أكرمك لا أتطوع شيئا ولا أنقص مما فرض الله على شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلح إن صدق أو دخل الجنة إن صدق)). رواه البخاري

هذا الحديث يروي هذه الواقعة، وسؤال الاعرابي وجواب الرسول صار يحتل موقعا مركزيا في فكرتنا ليس عن الصلاة لكن عن العبادات عموما فحسب ولكن عن أنفسنا ورؤيتنا للعالم ودورنا فيه. كانت واقعه واحده ولكنها اخذت حيزا أكبر مما يجب في فهمنا ورؤيتنا. يقصد الاعرابي بأن لا ازيد عن هذا ولا أنقص. 

يجب ان نتفحص الواقعة قبل ان نجعل منها رؤية ثابته للعبادات ولأنفسنا ولعلاقتنا بالعالم كله. 

فما هو موقع الاعرابي من الاعراب:  
ان الاعرابي له وضع معين ربما لا يناسب التعميم الذي تعرض له جواب الرسول. اي ان عبارته تخص الرجل ولم يصعد على المنبر ليقول للملأ. 

وعندما نقلوا لنا الحديث نقلوا ايضاً خص وصيه الرجل. فهو اعرابيا. كان الاعراب اعداء اساسين للدعوة الإسلام ليس لأنها دعوه جديده ولكن لأن جوهر الاسلام يتنافى ويتصادم بشكل مباشر مع حياه البداوة والاعراب. حياه التنقل من الصحراء دون وجود تنظيم اجتماعي واسع غير رابطه العشيرة التي جاء الاسلام ليفك اواصرها ويعيد صهرها كان الاسلام جوهر التمدن وتكريس لقيم المدينة بكل ما تعني من استقرار وبناء وازدهار. وكانت البداوة عيشاً على الهامش ضد اي قيمه مدنيه. 

فكان العيش الهامش يأخذ شكل قطع الطريق على القوافل التجارية والغير تجاريه وكان يرفض الانصياع للقانون. لذلك كانت المعايير التي ستوجه للأعراب على هذا النحو، هي مختلفة عن غيرهم من سكان المدينة او مكة. فالمعيار الاساسي مع الاعراب هو (كف اذاهم) تحييدهم عن كونهم عقبه بوجه المسيرة (الاعراب اشد كفرا ونفاقا) التوبة.(قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم) الحجرات.


فكان يفاوض على انه لن يزيد ولن ينقص فهذا بحد ذاته انجاز مهم لو وضعناه في سياقه الاجتماعي. انه اعرابي ينتمي لتلك الفئة هي اشد كفرا ونفاقا.
لنتذكر هنا كيف وصف الحديث الرجل (اعرابي) لقد بقي مجهولاً ربما كان صدق ربما لا.. لم نسمع عنه شيئاً بعدها ولو كان قد فعل شيئاً لكان ذلك (عُلم) عند الصحابة وذكروا اسمه. لكنه لم يحدث. ولن نتوقع من شخص قال لن يزيد ولن ينقص ان يترك اثرا ما لاحقا.

من سخريات الامور ان اخترنا هذه النماذج تحديداً وضربنا السياق بعرض الحائط وجعلنا من هذا الاعرابي المجهول قدوة لنا! لقد أصبحنا كالأعرابي لم نفعل شيئاً يدخلنا التاريخ بقينا على الهامش.

عندما تعيش طول عمرك تحت سقف واطئ لدرجه أنك تضطر لحني ظهرك حتى تسير فإن هذا السقف الواطئ سيصير مع الوقت هو حدود طولك    


المصدر: العمري, ا خ. (٢٠١٣). المهمه غير المستحيله. السعوديه: مركز التفكير الحر.

الأحد، 4 سبتمبر 2016

حيلة دفاعية

في صباح يوم الاثنين ذهب الموظف الى عمله، وهو في طريقه الى مكتبه، صادف شخص فتلفظ عليه وشتمه وأكمل طريقه. فاشتكى الشخص المٌتلفظ عليه عند المسؤول. وإذا بالموظف ينكر ما حدث وقال بأن الشخص هذا يكرهه ودائما ما يعامله بطريقه غير لائقة وهو من شتم فقمت انا بالدفاع عن نفسي وشتمته كما شتمني. 
امرأة عزيز مصر عندما رأت زوجها عند الباب اتهمت يوسف عليه السلام بدائها مما صنعت واستنكرت وحرضت على معاقبته. 

فما تفسير سلوك هذا الموظف وامرأه العزيز؟ 

ان هذا السلوك يسمى بالإسقاط. حيث يلجأ الشخص على انكار صفه معينه فيه وإلصاقها بشخص اخر. وينسب عيوبه وعدوانيته للناس ليبرئ نفسه ويبعد عنها الشبهات. 

فإن الموظف هنا يحمل مشاعر كره وعدوانيه على هذا الشخص فأسقط مشاعره وافكاره وميلوه عليه، فيتصور ان الشخص الاخر هو الذي يكيد له ومن ثم يقوم الموظف بالاعتداء اللفظي عليه. ف (نسبه ما في أنفسهم الى الناس) والتعامل معهم على هذا الشأن 

فإذا اذى او كرهِ شخص يتهم الشخص الاخر بأنه هو الذي اذاه او يكرهه، وإذا كذب اتهم الناس بالكذب. فلذلك الموظف لم يعترف بما ارتكبه لأنه سوف يسبب له الشعور بالذنب. اذن الاسقاط هي طريقه اظهار العواطف والاحاسيس المكبوتة بداخل الشخص بطريقه غير مباشره لتقليل القلق والصاقها بمحطيه او بالظروف او بالزمن. 

وكذلك اسلوب لوم الاخرين على الفشل وسوء الظن في بعض الاحيان فيلصق بهم ما بنفسه ويتصيد لهم فيبالغ بتضخيم العيوب ويسقطها على غيره ويلجأ بعدها الى النكران وتحريض الاخرين على استنكارها وكرهها. ويستخدم هذا الاسلوب ليفرغ ما بداخله وخاصه على الاشخاص الذين يواجهون عيوبه واخطائه. 
الفرق بين التبرير والاسقاط، هو ان التبرير يعتبر كذب على النفس بينما الاسقاط يعتبر كذب على الاخرين

ان هذه الصوره تمثل منظور من يستخدم الاسقاط. فإن حجم الشخصين الحقيقي هو حجم الانسان الطبيعي، عندما يستخدمها هذا الشخص فأنه يحولهما لهذا الحجم. وقس عليها العيوب والافكار السلبيه وسوء الظن وتضخيم الافعال.

يستخدم هذا الاسلوب من قِبل الذين يتمتعون بضعف الثقة بالنفس، و من هم يتمتعون بحذر زائد اتجاه غيرهم، فكلما قلت معنوياتهم او احباطهم زاد استخدامهم لهذا الاسلوب. 

ان المقصد من هذا الاسقاط هو التهرب من تحمل المسؤولية والفشل وينتج عواقب مستقبليه مثل عدم معرفه الشخص لنفسه وفساد علاقاته الاجتماعية لأنه ان تمادى فقد يخلط بين ما هو حقيقي وما هو محظ ابتكره. فتجده يحذر بشده من السلوكيات التي يقع فيها و الكثير من التصرفات المتناقضه فيه بشكل واضح

واخيراً، من تجده يمارس كل طقوس الإقصاء و تصفية الحسابات والاستبعاد فأعلم أنه هذا هو اسلوب الإسقاط نفسي. " يعيش صراعاً قاسياً مع نفسه، فيكون الحل الوحيد لتخلصه من هذه العيوب هي إسقاطها على غيره. لذلك لا يتردد في صنع كبش فداء يوجه سهامه إليه بشكل مستمر، عندها سيظن أنه تمكن من إقناع الناس بأنه لا يعاني من أي مشكلة، وفي نفس الوقت سيقنع نفسه البائسة بأنه ليس الوحيد في هذا العالم يعاني فيه من قصور"د. السير كريم سهر


"إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما كان يعتاده من توهم"

الاثنين، 15 أغسطس 2016

لست كاملاً ولكنني لست مزيفاً


لست ممن يبحث في عيوب الناس لأُثبت انه الأفضل
ولست ممن يلهث وراء غيره ليثبت انه في النار 
ولست الجاهل الذي يحاول بنقاشه يثبت بأنه مثقف
ولست الذي باع عقله وجعل غيره يفكر عوضاً عنه
ولست الذي يخاف مذمة الناس فالناس قد ذموا الله ورسوله 
ولست الذي يبحث عن الكثرة بدلاً من الجودة 
ولست ممن يخاف تميز غيره لأن كل شخص مميز
ولست الذي يكره غيره لأنه يختلف فكريا
ولست الذي يمشي حول القطيع سعياً لإثبات انني واحد منهم
ولست الذي يضيع وقتاً بإهتمامه بأعدائه بدلاً من اهتمامه فيمن يحبونه
ولست الذي يبحث عن اكتاف عالية ليصعد عليها 
ولست الذي يخاف مدح غيره حتى لا يصبح أوثق منه
ولست الذي أحدث ضجيجاً ليثبت وجوده 

انا كما انا.. وسأكون كما انا!

أحب الاخرين واتقبل عيوبهم، وانشغل وأسعى في ان ادخل الى الجنة، "جنه ربي" وليست جنه الناس. ليس لي شأن في ان أتقفى وراء غيري لأوضح انهم في النار.
وأسعى أن لا أتحدث إلا فيما أنا متأكداً من وأن أذكر المصادر.
أفكر وأبحث واقرأ في أي أمر أريده ولا يمليني او يمنعني شخص او دين او وسيله بأن استخدم عقلي.
والناس قد تكلموا في كل امر سواء خير الامور او شرها فلا تهزني كلمه من بشر ولكن ما يهمني رب البشر. فهو يعلم ان الناس يتحدثون واغلب مشاكلهم في لسانهم فحذرنا من الغيبة والنميمة والكذب والبهتان وافشاء الاسرار وغيرها من الامور فلماذا اهتم.اهلي واصدقائي ومعارفي لا يهمني عددهم بقدر ما تهمني جودتهم فلا امانع ان أبقى مع شخص واحد طيلة حياتي مادام هو اوضح واجود شخص فيهم. أحب الخير للغير وابحث عما أستطيع تقديمه بدلاً من احباطهم ولا اخاف تميزهم في اي امر. فكل شخص مميز و لديه ما يمكن ان يتنافس به بمنافسه شريفه مع غيره إذا اهتم بالجانب الذي يميزه. أحب الناس واختلافاتهم. فلم يتفق الناس اجمع في أي عصر من العصور على امر ما او ذوق ما او دين ما او فكر ما. 
خلقت لأُعمر الارض واكون شخص فعالا في المجتمع وان اتقبل اختلاف جميع الناس ولا اسعى ان أهمش اي شخص لمجرد كونه لا "ينتمي لنا" ولا اسعى ان أٌبيّن بأني جزء من أحد فأنا أمثل نفسي. فشلي ونجاحي لنفسي. فكل انسان له عيوبه ومزاياه. فإذا أصبت! رحبوا بك الناس ويحاولون ان تكون شخصاً ذي صله بهم. سواء دين، مذهب، بلد، أصل اهم شيء شيئاً يمتهم بصله. وإذا اخطأت وليس هناك شخص لا يخطئ. جردوك من انتمائك حتى لا تكون لهم صله بك في اي جانب. فلذلك كل شخص يمثل نفسه ولا يمثل غيره. انشغل واقضي وقتي مع من أحبهم ويحبوني ولا اضيع وقت مع غير ذلك إلا لهدف انجاز مهمه تجمعنا وبعدها يذهب كل شخص في طريقه. حتى لا يقضي كلاً منا وقته في مجامله الاخر وأضاعت مصادقيه العلاقات و زيفها. 

لو لاحظت كل ذلك يوضح اهميتك انت والاخرين. انت وغيرك. فقد قال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم: 
(لست عليهم بمسيطر) سوره الغاشية
(لست عليكم بوكيل) سوره الانعام
(وما انا عليكم بحفيظ) سوره هود
(وما انت عليهم بجبار) سوره ق
وهناك من يجعل (ما أريكم الا ما أرى وما اهديكم الا سبيل الرشاد) سوره غافر

فلماذا كل هذا العناء! لماذا نقارن أنفسنا ونهملها ونجردها مما يمكنها ان تفعل لنا. ونطالب أنفسنا ومن نحن مسؤولين عنهم بأن يكونوا مثلهم! الشخص الجيد سيجلب لك كل خير واما السيء سيجلب لك الدروس والخبرة. فكن يقض ولا تخلط الخير بالسيء لان لكل منهم درس معين لا يستطيع الاخر اعطائك اياه. كن انت وانشغل في تطوير نفسك وابحث وتعلم وحب الحياة واعمل للدنيا والأخرة وأيقظ قواك واعطي ما عندك فأنت لست كاملاً ولكن لا تصبح مزيفاً.

" الأشياء الحقيقية لا تسبب لك تهديد الغير حقيقي هو الذي يسبب التهديد"

السبت، 13 أغسطس 2016

ردود أفعالنا

شخص مغموراُ بحب سباق السيارات، ودائماً ما يكون أحد المنافسين في حلبه السباق. وفي يوم من الايام انقلبت السيارة بعد ان صادفته زاوية حاده لم يستطع ان يتداركها. فبعد ان قام بإجراءات ما بعد الحادث والانتهاء منها. جلس في المنزل لمده شهر حتى تتحسن حالته. وبعد شهر رجع لوضعه الطبيعي ولكن كلما قاد سيارته وصادف في طريقه زاوية تتسارع دقات قلبه ويخفف سرعته ويركز بشده حتى يصل لطريقِ مستقيم يرجع لوضعه الطبيعي واستمر مع الحال.

وشخصاً اخر غضب من امر ما ولكنه لم يعبر عن غضبه كعادته

 فإن عقل المتسابق والغاضب يدركان ذلك. فيفتحا ملفاً عقلياً يحمل نفس العنوان الذي اوحيا به اليه فالأول " زاوية الحادث" والاخر" انا غاضب" ف كل مره يرى زاوية او يغضب فيها الاخر تندرج الاحاسيس والافكار في نفس الملفات

فالغاضب في كل مره تتراكم فيه مشاعر الغضب في نفس الملف وكل ما زاد الشخص في العمر يصل لأن يُثار غضبه في أتفه الامور وبطريقه سريعة.والخائف ايضا.

فهذا ما يسمى بالبرمجه السابقة التي يكتسبها الأشخاص من محطيهم الإجتماعي من الأسرة، و الأصدقاء، و المدرسة، و وسائل الإعلام. فالأحاسيس والمشاعر هي التي تتسبب في تلك النتائج. فعدم التحكم بها يجعل العقل يدير الإنسان بالملفات السابقة العقلية التي تبرمجت من قبل. فعلينا ان نصحح هذه البرمجيات وأن نكون واعيين و مدركين لمشاعرنا.

لذلك يجب أن نعرف أن أغلب تعاملات البشر وردود أفعالهم تكون من برمجه سابقه سواء موقف حدث لهم أو كان مكتسباً من محطيهم فلذلك نحتاج أن نفهم الأخر حتى نعرف كيف نتعامل معه أو بطريقه أخرى نفهم لماذا يتصرف بهذه الطريقة


" فليتحكم الإنسان في أحاسيسه وليعيش حياه أفضل و أسعد، فإذا كان الإنسان ودوداً او كريماً متزناً او رحيماً او فضاً او غضوباً، أو مضطرباً، فإن ذلك مرجعه يرجع إلى ما بداخله من أحاسيس ومشاعر" ابراهيم الفقي رحمه الله 

الوضوح والألتواء

بين الوضوح والالتواء  بين الصراحة و الكذبة البيضاء  بين الحقيقة و مزجها لتظهر بنفس الحقيقة ولكن بصوره اخرى.  اساليب غير واضحة ...