الأربعاء، 21 ديسمبر 2016

لا تحكم على الكتاب من عنوانه

دائما ما نسمع " الكتاب مبين من عنوانه"
ولكن عناوين الكتب لا توضح حقيقة محتوى الكتاب. 
فكيف لكلمه او سطر يوضح ٣٠٠ صفحه
"لا تحكم على الكتاب من عنوانه" 
اقرأ ال٣٠٠ صفحه بعدها يحق لك ان تقول إذا كان الكتاب مبين من عنوانه ام لا. 
ولكن من منظور اخر، عندما تحكم على شخص معين من مظهره او طريقه كلامه وهو يحكم عليك ايضا من نوع سيارتك وملابسك. فأنك قد تعلم انه يقيمك الان او ان احدا سيقيمك ويحكم عليك بأنك من طبقه اجتماعيه معينه. ولكنك لا تسمعه. 

وانت تمارس نفس العملية بنفس الطريقة ولكن لاحد يخبر أحد. فقط حكم صامتا حتى تحدد من اي صنف هو من ضمن تصنيفاتك للبشر. ولكن، ماذا عن حكمنا على أنفسنا، والذي عاده ما يجعلك تسمع كل الافكار السلبية التي تمر عليك والتي لم تكن قد سمعتها من احدا مسبقا. وتشعر بمشاعر سلبيه سببها انت! 

عندما تقيم وتحكم على نفسك بان شكلك من المفترض ان يكون بشكل معين وليس على ما انت عليه وتبتدأ بملاحظته على جميع من يملك الشكل الذي تعتقد بأنه من المفترض ان تكون عليه. عندما تتصرف بتصرف معين. وبعدما تلوم نفسك لماذا لم اقول هكذا او لماذا قلت هكذا. عندما يمر موعد نومك وانت تعلم أنك تستغرق الوقت على شيء ليس له قيمه، وفي الصباح تكره نفسك لأنك لم تنم مبكرا.

كل الاشياء التي يجب عليك ان لا تفعلها، وفعلتها او كل الاشياء التي يجب ان تفعلها، ولم تفعلها. هي احكام صغيره، ولكنها مستمرة ودائمه، وتأثيرها كبير جدا. وهي مسؤوله عن تقلب مزاجك والافكار السلبية التي تتخلل عقلك.

نحن نعاقب أنفسنا دائما بالحكم عليها حتى نقتنع لاحقنا اننا هكذا. نتساءل عن قدراتنا وهل نحن نملك مهاره معينه فنبدئ بالتشكيك فيها والتقليل منها حتى نعتقد اننا لا نملكها. نحن الذين خلقنا انعدام الامان او الاستقرار في أنفسنا Insecurities، فحين تعتقد أنك تستطيع فانت حقا تستطيع. لا تجعل الافكار السلبية تقلل من قدراتك.

عندما تعمل شيء وتتمنى ان لو لك الطاقة او القوة لإكمالها وانت تعمل عليها فستتوقف يوما عن اكمالها. ونفس الطريقة عندما تغصب نفسك عن عمل شيء فستتوقف عن اكمالها فما هو الحل.

الحل هو ان تحاور نفسك. 
فالسبب في هذه الافكار والتناقضات هو عدم محاوره الذات. 
فعندما ينتابك شعور يقولك لك لا اريد ان اعمل الان، حدد وقت تكون فيه بكامل قوتك لتعمل ولا تعاند نفسك. فعندما تخمد الحوار الداخلي، ستفشل في تذكير نفسك بأنك لا تريد ان تعمل وبعدما ستنهال عليك الافكار السلبية من تأنيب نفسك بأنك مقصر، فاشل، لا تستحق، لا تستطيع ان تدير وغيره

حاور ذاتك واتفق مع نفسك وأقنعها ولا تغصب نفسك على شيء دون محاورتها بأهمية ما تعمل ولا تجعل حكمك عن نفسك في وقت عدم راحتك، او تصنف نفسك بفاشل او ناجح في مجال لا تحبه. ولا تحكم على نفسك بحكم سلبي غير مدروس ومُتأكد منه لان الكتاب الذي هو انت  لا يُعرف دائما بعنوانه الذي تنصفه افكارك السلبيه عنك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الوضوح والألتواء

بين الوضوح والالتواء  بين الصراحة و الكذبة البيضاء  بين الحقيقة و مزجها لتظهر بنفس الحقيقة ولكن بصوره اخرى.  اساليب غير واضحة ...