الثلاثاء، 6 ديسمبر 2016

بين الحديث والصمت

قيل قل خيراً او اصمت..
عباره عميقه في معناها وتحتاج للترويض لتطبيقها..
في الحياة اليومية نجد ان اختلاف الشخصيات أحد اسباب كثرة الثرثرة او عدمه 
ولكن جميع الشخصيات تستطيع ان تطور من نفسها حتى تصل لسلوك معينه تريده.
الصمت بحد ذاته يدل على هدوء واستقرار وحكمه النفس. وهو ايضاً سلوك امن يجنب صاحبه الاخطاء

يموت الفتى من عثرة بلسانه وليس يموت المرء من عثرة الرجل.
فعثرته من فيه ترمي برأسه وعثرته بالرجل تشفى على مهل.

عندما يزيد شوق شخص للماضي فيزداد حديثه وهذا ما يفسر كثرة حديث كبار السن ولكن نتيجة لسنهم فهو يعتبر امر طبيعي. وبينما الاطفال تتعدد اسبابهم من لفت الانتباه، والتعبير عن مخاوفه، وطريقه لإعتراف الاخرين به. 

ولكن كمعايير اجتماعيه كثرة الكلام يعتبر سلوك سلبي وغير مستحب.

فهو غالباً يُستخدم كوسيله اجتماعيه دفاعيه لتعويض الاضطراب والقلق الداخلي فيواجه بإخفاء شخصيته بهذا السلوك حتى يصبح مقبولاً عند الاخرين ويظهر بصوره الشخص المحبوب. فمنهم من يخاف الصمت حيث الحديث المستمر طريق لحماية الذات وهو مستمد من الخوف من الفراغ. 

وهناك علامات للشخصية المضطربة وهي تقلب المزاج المتكرر، العزلة الاجتماعية، نوبات الغضب، العلاقات العاصفة 
وفقا لمايو كلينك 

فمتى يعتبر الشخص نفسه كثير الكلام؟ 
او متى يصبح الصمت أفضل من الكلام؟ 
وماذا عن الكلام الذي فيه فائدة، حكمه، عبره؟

توصف الجنه في ٤ مواضع بأن لا يوجد فيها لغو ابدا:

لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (الغاشية)
لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (النبأ)
لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشياً (سوره مريم) 
يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَّا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (الطور) 

بينما ٣ مواضع يصف فيها بأن المؤمنون معرضون عن اللغو:

الَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (المؤمنون)
وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْه. (القصص) 
وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (الفرقان)
لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا تَأْثِيمًا (سوره الواقعة) 

واخر موضع للكفار:

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (فصلت)

ففي القران ١١ موضع يتعلق بهذا الغو: ٢ في اللغو في الايمان (سوره المائدة والبقرة)و٩ في الكلام ٤ منها في الدنيا و٥ في الجنة. 

فاللغو في اللغة هو: السقط، وما لا يُعْتَدُّ به من كلام وغيره، ولا يحصل منه فائدة ولا نفع. (لسان العرب)
وليس المقصود به الامور التي يجب تجنبها مثل: الغيبة، والنميمة، الهمز، اللمز، السخرية وغيره 
بل الكلام الذي يبدر من اللسان ولا يراد معناه. 

فاللغو في القرآن الكريم ورد دائما في معرض النهي عنه ، أو في معرض الذم ، أو مدح من تركه وأعرض عنه.

استثمار الوقت والتعامل مع الفراغ بطريقه تصب في منفعه الشخص هي العلاج المناسب.
وفي النهايه، كلنا نقع في اللغو ولكن من يدرك ويعي فسوف يعرف ويحدد ما يجب ان يقوله ومتى يجب ان يصمت.
"فالصمت هو إمساك عن قول الباطل دون الحق بينما السكوت إمساك عن الكلام حقًا كان أو باطلًا"
" وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم ؟ "رواه أحمد ، والترمذي

اللهم اجعلنا ممن يعرضون عن اللغو ،، والَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ( الزمر) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الوضوح والألتواء

بين الوضوح والالتواء  بين الصراحة و الكذبة البيضاء  بين الحقيقة و مزجها لتظهر بنفس الحقيقة ولكن بصوره اخرى.  اساليب غير واضحة ...