السبت، 30 ديسمبر 2017

مع نهاية كل عام





مع نهاية كل عام، نقيم السنة التي على وشك الانتهاء.
نحدد ما إذا كنا سعداء فيها ام لم نكن
نحاول ان نُعدد انجازاتنا وان نحسب ما حققناه منها
نحاول ان نقييم ما نستطيع تذكره من الاحداث التي
مرت علينا والتي غالباً ما ترتبط بالحدث الذي يرتبط بكمية مشاعر عالية
مثال: حدث وفاة شخص عزيز، سيُقّيم الشخص ان هذه السنة سنة حزينة
او ذو طابع حزين.
مثال اخر: يتذكر الشخص انه حصل على ما كان يتمناه في هذه السنة فسيصف السنة بأنها سنة سعيدة او سنة تحقيق الأهداف وغيره.

هل نحن بحاجة الى تقييم السنة ووصفها وتسميتها بصفة معينة!
هل نحن نحتاج بأن نشعر بأننا علينا ان نحقق مالم نحققه في السنة الجديدة!
هل يجب ان نشعر بالحماس والرغبة في التخطيط للسنة الحديثة!
هل علينا حضور دورة او قراءة كتاب او تعلم كيف نعيش السنة الجديدة!

الشعور الذي ينتابنا عند رؤية ٣١-١٢، وانتظارنا ل ١-١ والسعي لصنع ذكريات لها.
الهوس بملأ قائمة من الامنيات او الاحلام وتسميتها بأهداف لنخلق لنا مسؤولية جديدة
يجب علينا ان نقوم بها اتجاه السنة الجديدة.

ومن ثم الشعور في نهايتها بنفس الشعور الذي نشعره مع نهاية كل سنة. بعدم تحقيق ما كتبناه او حددناه وان الايام تمضي دون تحقيق شيء او على الأقل تحقيق ما تمنيناه لكن ليس بالشكل المطلوب.

خلق الضغوط، خلق الالتزامات، خلق المسؤولية، ومن ثم الهروب منها او تأجيلها الى نهاية السنة وترحيلها للسنة التي بعدها.

أهكذا تُعاش الحياة!
أهكذا يجب ان نكون!
ان نعيش لنسعى ام نعيش لنعيش ام نعيش لنعمل!

نحفظ جميعاً ونعلم اننا يجب ان نعمل ونسعى، فبذلك نُحّمل أنفسنا أي شعور بالتقصير ونبحث عن أي شعور للإنجاز حتى نقول لأنفسنا لقد انجزنا. باحثين عن أي ذكرى نحملها لهذه السنة لنقيمها اما بالسنة المُنجزة ام بالسنة التي سنبدأ بالتخطيط من اجل السنة التي تليها.

نتاج لمحاولات، ونتاج لبحث، وتجارب، حاولت ان اخطط واضع اهداف يجب تحقيقها في فترة معينة في عدة جوانب وباستخدام برامج الجوال،و Excel و الورقي,. والسعي لتحقيق كل هدف في شهر معين ويوم محدد.

توصلت انني اصنع ضغط على نفسي فبذلك اشعر انني لا احب الالتزام وأي شيء يشعر الشخص بأنه ملتزم فيه يجعل الشخص يشعر بضغط تحقيقه فبذلك تبدأ الحياة بخلق ضغوطات جديدة تسعى لان نتنهي منها لتشعر بأنك انتهيت من التزام معين.

وأيضا الشخص الذي لا يعرف مجاله الحياتي لا يستطيع ان يحدد اهدافاً تتوافق معه. ستكون كنفس العبارات التي نحفظها عندما نُسأل ما هي هوايتك: السباحة، وركوب الخيل وأحيانا الرسم.
ونحن لا نقضي أي وقت فيها ولا نعرفها فقط لأنها جواب لسؤال.

فسؤال ما هي اهدافك لهذه السنة، وما هي الدروس التي تعلمتها مع نهاية هذه السنة. نحن لا نحتاج لان نحصي كل شيء ونقول كل شيء ونعي اننا تعلمنا كل شيء لنجاوب لفظياً و اذا لم نستطع ان نجيب نعتقد اننا لم نحقق او لم نتعلم.

هي دروس تتعلمها وانت لا تعلم انك تعلمتها او لا تستطيع وصف وشرح ما حدث من تغيرات في عقليتك حتى تصنف موقف معين بأنه درس لك. اعلم انني تغيرت للأفضل بسبب النتائج وانا لا اعلم حرفيا ما هي التغييرات والدروس والمشاكل التي واجهتها لتشكلني وتشكل شخصيتي. مثلي مثل أي شخص حدث لي مواقف وحاولت ان اتصرف فيها بالشكل الصحيح ليس بالشكل الذي يرضيني دائما. لذلك قلت انني تغيرت للأفضل.

جاءتني فرص وقبلتها لأنني اريد تجربة شيئا جديدا فتعلمت ان اتقبل الجديد ولا اعرف بالضبط ما هو التغيير الجديد ولكن اعرف انني أستطيع ان اخرج عن " منطقة الراحة" او " الجو المعتاد" الى ما هو جديد علي.

حدثت احداث جديدة سياسية، اقتصادية، وبعضها اجتماعية لم افهمها بدقة فتعلمت ان ابحث واتعلم عما أجهله بطريقة علمية وان لا اتحدث في شيء الا بعد التحري من صحته ودقته.

تعلمت ان الامور الاجتماعية والنفسية، هي نتاج لتراكمات مواقف وأحيانا ردود أفعال فتعلمت تحليل بعض الامور وتفسيرها تفسيرا علمياً غالبا ما يكون صحيحاً. فبذلك عرفت كيف اتعامل مع من حولي وانا لا اعلم ما تعلمته بالضبط وما هو الذي رسخ في عقلي ولكن أستطيع ان أرى أنى تحسنت للأفضل بسبب علاقاتي الاجتماعية ونفسيتي.

تعلمت الفروقات الشخصية وفهم شخصيات من حولي فاستطعت ان اتعامل معهم واتفهمهم وان أحب بعض عيوبهم. فلذلك تعلمت تقبل اختلافات الاخر وتعلمت العطاء.

علمت انني انجذب للسلام الداخلي وكل ما يتعلق به فلذلك لن اعبث بسلامي لأنزل وانافس من تعود على ان يعيش دون سلام داخلي فلا ارد على رد لا يليق، ولا اسعى لإيصال فكرة لمن لا يريد، ولا ان اناقش شخص في شيء ليس بيده حيله تجاهها، فتجاهلت وترفعت فأحببت ذلك الشعور وقررت ان أحافظ عليه

تعلمت ايضاً ان قيمة الانسان لا تُحدد بمستواه الأكاديمي، فالنظام التعليمي "educational system”  عبارة عن نظام والنظام يتغير ولكن هذا لم يتغير فبذلك لا يخضع لكل الفروقات الشخصية.

فهذا الذي أستطيع ان اذكره ويحضرني ذهنياً، ولكن لا يعتبر هذا محور وملخص سنة ٢٠١٧ لأنني استمتعت بهذه السنة ولا اذكر كل ال 365 يوما. فلا اريد ان اظلمها او اقلل من قيمتها او ان اعبث بها لاسميها وأقيمها. أحبها كما أحب كل السنوات واحمد الله على كل شيء فيها. احيانا لا نستطيع ان نحصي فلا نحتاج لان نُحصي فنظلِم.

فلذلك اصبحت اضع ما اريد ان احققه في لسته اختار منه ما اريد واحققه فتنتهي السنة وانا حققت اغلب ما فيها دون ضغط وحصر بكل بساطة. واُرحّل ما تبقى الى السنة المُقبلة ان وجدت أهميته وارادتي في تحقيقه. فبذلك نعم اخطط ولكن بطريقتي، نعم احقق بالشكل الذي لا يجعلني ألهث وراء الأهداف، نعم اسعى واحاول ولكن دون ان أنسى كيف أعيش وأرضى وأحب الحياة ومن حولى.

السبت، 16 ديسمبر 2017

اطر الجمال والشعر الأجعد



من يضع اْطر الجمال، من يفرضها على المجتمعات .. 
من الذي حدد ان الشعر الانسيابي هو الشعر الصحيح 
وان الشعر الأجعد هو الشعر الخطأ الذي يحتاج الى تصحيح
من يحدد ان درجة زائدة من البياض او وزن زائد عن الإعتياد
 يحتاج الى ان يصبح داكنا قليلا  و ينزل كيلو قليلا
لماذا نستبعد كل الاختلافات الخلقية ونعتبرها اختلافات تحتاج الى تصحيح
لماذا نجرد الجمال ونحصره في شكل واحد و قالب واحد ..

الا  يعتبر الشعر الاجعد واقيا طبيعيا للشمس و يتأثر بالحرارة
 لماذا لكي نتقبل ونقتنع ونثق باختلافاتنا
نحتاج بان ندعمها بمعلومات كافية وادلة تظهر قوتها وميزتها
 حتى نقتنع بها 
ومع ذلك، بين اقتناعنا ومعايير الجمال توجد فجوة كبيرة ندركها جيدا ..

الم يُخلق الانسان في احسن تقويم

الامر لا يتعلق بالقناعة والرضا فربما المختلف راض مقتنع

وفكرة ان اسميه بالمختلف يعني اننا جميعا متشابهين
في شيء ما وهو فقط المختلفولكن نحن المتشابهين ايضا مختلفين. 

الامر لا يتعلق بنوعية الشعر واللون والعرق وتقبله

الامر يتمحور حول ضغط المجتمع في تقريب واستبعاد الاخر 
حسب اختلافه الذي ولد به و هو لاحول و لا قوه له به.

وفكرة ان اقول لا حول و لا قوه له به سوف تُفهم بانه يحمل نوعية شعر،
لون او عرق غير مرغوب او غير مستحب في المجتمع وهذا ما اتحدث عنه

ان الانسان بكامله المجرد من اي معيار تريد الصاقه به لتعطيه قيمة اكبر او تنزع عنه قيمة لتعتبره اقل.
 لا يمثل و لا يوضح قيمة الانسان. قيمة الإنسان مستمدة من كون انسان.

ثم يأتي نوعية العمل الصالح الذي يقوم به ولكن ليس هذا موضوعنا.

تخيل فكرة وضع اطفال حديثي الولادة تحت المجهر ومن ثم اختيار
 الطفل الاجمل الاجدر ليحمل قيمة اكثر عن ممن حوله بسبب
معايير شكلية، ظاهرية لا يملك هو ولا  اجداده ولا نسله و لا عراقته اي طريقة لاختيارها

ما يحدث هو بنفس هذ التصور السطحي الذي لا يحتوي على اي محتوى او قيمة تستحق بان تكون قيم يتم الصاقها على النساء او الرجال والأطفال.

الخلاصة هي انه يجب على كل شخص ان يحب ويتقبل نفسه والاخرين
 ونقدر اختلافنا ونتعلم كيف ان للجمال اشكال عديدة
فاذا تخيلت ان كل شخص في العالم يعتبر رمزا للجمال 
فستتساءل ما هو القبح اذاً! القبح هو ان تُبعد شخص لا ترى
في خلق الله فيه جمالا ، القبح ان تهمش و تجرد الشخص من اختلافه
 بينما تلهث انت وراء كل الكماليات لتحافظ على وجودك داخل اطار الجمال المرسوم لك.

يجب ان تعلم وان تحترم وتقدر نفسك 
كما انت دون اضافات تجميلية، دون ملابس معينة، دون مظهر مرسوم لك
 وان لا تتمحور حياتك بالجري خلفالمراة النموذجاوالرجل النموذج
الذي تم رسمه لك دون ان يتم اختيار رايك فيه،
دون ان يستيشروك في ما ترغب،
 دون اختيار صفاتك كآحد اصناف هذا النموذج كالاطفال الحديثي الولادة
 الذين لم يحالفهم الحظ وتم إقصائهم ليكونوا الطفل الاجمل”. 

كن علي يقين  بأن الشعر الاجعد ليس خطا ولا يحتاج الى تصحيح

الخميس، 12 أكتوبر 2017

كابوس الحسد

عندما يأتيك خيراً يستوجب أن تشكر الله عليه
وعندما يزول خيراً يستوجب أن تحمد الله عليه
لأنك ما تعتقده خيراً ربما ليس بخير
وما تعتقده شراً ربما ليس بشر
نردد هذه القواعد دائماً وننصح بها غيرنا ولكن ..

عندما يأتي الخير يظن بعضهم بانه سوف يكون محسوداً عليه - بغض النظرعن الأسباب النفسية والإجتماعية-. فيراقب من حوله وينتظر منهم ثناءاً ومدحاً
ويبني عليها توقعات ومن لم يثني او يمدح يذهب لخانة "الحساد". لدرجة أن ردة فعل الاخرين على الخير الذي أتاه او يملكه أصبح مقياساً لخير وشر الناس لديه.

وان زال ما ظن أنه خيراً له بحيث دائما ما يردد
( وإن كان شراً فأبعده عني) فعندما يبتعد هذا الشر الذي كان بشكل خير

يتهم من حوله بالحسد(و العين) وينتظر شماتتهم حتى يبدأ بعدها بالدفاع والهجوم وليري الأخرين قائمة تقسيمه بخير الناس وشر الناس -حسب ثنائهم سابقاً لخيره- حتى يصل لأن يعتقد بأن الشر الذي أُزيل كانوا هم سببه. 

 الا متى تتهم من حولك بالشر، وتفسر كل تحركاتهم بأنه تكالب وضر. إلا يوضح كل هذا بأن الخلل في عقليتك! التي لا تعرف ان تتعامل مع الخير و مع الشر في حدود نفسك.

لا تعرف ان تشكر و تقدر النعم، لا تعرف ان تعيش بسلام، لا تستطيع أن تحب ما لديك، لا تعرف ان ادعائك بان لا احد يهمك تشرح عقليتك بأن الآخرين هم محور اهتمامك.

فإذا كان كل خيرٍ وكل شرٍ مرتبط بالآخرين، إلا يوضح هذا بأنك انت الشر الذي يجعل الآخرين ينفرون منه ! ألا يجعلك ترى الآخرين بمنظار أو مجهر يجعلك لا تدرك بأنك مشغول بهم تبحث عن أخطائهم وليس لديك ما ترى به نفسك !

ألا يجعلك الانسان الذي يلاحق الآخرين يريد أن يلفت انتباههم وان يحصل على محبتهم و ما إن أتوا، حكمت عليهم بالحسد والحقد.

إذا كنت تؤمن بأن الرازق هو الله ، فعليك أن تؤمن بأن الرزق ليس محصوراً عندك فقط، وأن الارزاق تُقسم بالتساوي،
ولست انت مركزه.

 وإذا كنت تؤمن بعلم الله، فعليك أن تؤمن بأن الله يعرف نوايا الآخرين ويعلم سوء ظنك.

 وإذا كنت تؤمن بعدل الله، فستعرف ان الله يحاسب عباده بميزانه وليس بميزانك.

وإذا كنت تؤمن بأن الله إذا أحب عبداً حبب خلقه فيه، فعليك أن تقيس ذلك عليك أيضاً ولا تستخدمه مقياس لتقيس بِه كرهك لشخص.

فأبعد عنك تهم الحسد والحقد وتقسيم العباد.
 ودع الخلق للخالق فأنت لست مخولاً ولا نبياً ولا مسؤولاً عن شيء سوى نفسك " الأمارة بالسوء" إن لم تهذبها. وانشغل في إصلاح نواياك وتعديل ظنك، وراقب من حولك بصدق إذا كان هناك احداً يهتم بأمرك هذا بحق ام انه كابوساً صنعته بنفسك ولكنك ستستيقظ بعد فترة لتجد نفسك وحيداً بعد أن نّفرت كل من حولك.

الاثنين، 9 أكتوبر 2017

كن او لا تكن داخل القالب


اتسأل اذا كانت المناصب و الألقاب والأعمار تحكمنا في قوالب
تجعلنا نتصنع حتى نتناسب معاها
تجعلنا نتحدث، نلبس، ونفكر بطريقة معينة 
تجعلنا نخاف ان نتصرف بطريقتنا
كي لا نخرج من هذه القوالب
فيتم تصنيفنا بغير مايتم تصنيف من هم داخل القالب بل " خارج عن القالب

فتُرسم لنا حدوداً ليس لها معنى
تُرسم بلون واحد، وتر واحد، لتذوب معهم وتصبح عدم

وان بُذِل جهداً كان لمراجعة ان كنا داخله لم نخرج عنه
ماذا لو رآيت من 
يتصرف ويفعل مايريد، يغير، يبدل، يجرب، يلبس، يفكر ويختار ما يريد. يدخل قوالبهم ويخرج منها ليعرف ما لا يجب ان يفعله

يتعلم من قوالبهم، ان لا يعيش خوفاً، هوساً، إتكالاً، و تبعيةً.

فعاش آماناً، اتزاناً، اعتماداً، وإستقلالية

السبت، 16 سبتمبر 2017

عقلك بين نظام 1 أو نظام 2

لماذا نعتقد أن الأشخاص الذين نتأثر بهم لا يرتكبون الأخطاء؟
لماذا تستخدم آلة الحاسبة بدلاً من التفكير لحل المعادلة ؟
لماذا نحكم على الاشياء والمواقف بطريقة غير عقلانية ؟

ان عقل الانسان يستخدم نظامين: 
 Image result for thinking fast and slow
النظام الأول هو نظام بديهي، عاطفي، سريع، وتلقائي حيث انه لا يتطلب أي مجهود  وكثيراً ما يقع في الخطأ. يبحث في البيئة وحوله بإستمرار.
بينما النظام الآخر هو نظام منطقي، تحليلي، بطيء عقلاني ذو تركيز وصبر ويتطلب مجهوداً. عقل الإنسان يلجأ إلى النظام الأول لأنه لا يريد يتكاسل ولا يريد أن يبذل مجهوداً كبيراً ليصل إلى الحل أو لأن يأخذ موقف معين من حدث.

فعند رؤية معادلة حسابية سيلجأ الى الالة الحاسبة. وعندما يسمع خبراً من قناة إخبارية فسيأخذ الخبر تلقائياً دون أن يلجأ إلى التحليل العقلاني والبحث والتحقق. وعندما يرى جماعات تقوم بعمل ما فيعتقد بأن ما تقوم به هو الصحيح و سيفعل مثلهم لأنه يستخدم النظام البديهي، العاطفي، السريع، التلقائي.

ولو نظرنا لمسائل العين في مجتمعاتنا فإنها تستخدم كشماعة لكل شي. فسقوط طالب كان متميزاً العام بديهياً، عاطفياً، سريعاِ و تلقائياً يعتبربسبب العين لأنه كان طالب ناجح و فشل الان. ولكن منطقياً، تحليلاً، بطيئاً، وعقلانياً سقط الطالب لأنه لم يعطي وقتاً كافياً للدراسة فكان بسبب تقصيراً منه، أو ربما يمر بظروف معينة لم تعنه لأن يحقق نفس النتائج السابقة.

وهذا يجعل الإعلام، والدول والجهات السياسية، والتسويق لإستغلال هذه النقطة. فيستخدمون نظريات مختلفة ليستفيدوا من الأفراد حتى يحققوا مصالحهم و ليغسلوا عقولهم أو ببساطة حتى يجعلوا الرأي العام موحداً كما فعل فرعون مع قومه ( مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ) سورة غافر. 


فهناك 4 نظريات تستخدمها هذه الجهات لتستغل استخدام الافراد لنظام رقم 1:  

١- نظرية التثبيت: كم يبلغ طول برج ايفل هل هو اطول او اقصر 600؟ تخمين الأشخاص سيكون في حدود 500 الى 650 تقريباً والجواب سوف يكون خاطئ. لأن الإجابة الصحيحة هي 300 متر. فهنا التثبيت أصبح على 600 وأفكار الأشخاص كانت تدور حول هذا الرقم.

هذه النظرية تستخدم في التسويق، فعندما يكون سعر القميص قبل التخفيضات 100 دولار ويوضع تحته السعر الجديد 50 دولار. هنا فقد تم تثبيت عقلك على انه 100 ومن ثم انخفض وهذا لا يعني استحقاق القميص ال50 ربما يستحق أقل ولكن التثبيت جعلك ترضى وتفرح بالرقم الجديد لان الفرق كبير.

٢- نظرية التأسيس: طرح فكرة بأسلوب معين التلاعب بمشاعر الأفراد. حتى يؤثر على تصرفاتهم وأفعالهم يسهل توجيههم بعد ذلك. يستخدم هذا الأسلوب من قِبل الإعلام، والجهات السياسية، والخطابات الدينية والسياسية.

فيطرح الاعلام ان هناك عدو وهمي بأسلوب حاد ومخيف يتلاعب بمشاعر الأفراد ومن ثم يقوم بتوجيهها حسب ما يريد دون أن يلجأوا إلى النظام رقم ٢ وهو التحليل المنطقي. ينقادون تلقائياً ويصدقون وجود العدو الوهمي لأنهم لا يريدون بذل أي مجهود لذلك يستخدم الإعلام هذا الاسلوب لانه يعلم ان الأفراد يستخدمون النظام التلقائي العاطفي. 

٣- نظرية تأثير الهالة: يعجب الناس بشخص معين ويتبعونه وكل ما يقوله يتم تصديقها والأخذ به دون التحقق والتحليل والعقلاني لكلامه لأن تلقائياً تعتقد بأن كل ما يقوله هو صحيح و مؤكد ولن تصدق أي شخص يعترض على كلامه.

كانوا رجال الدين في وقت من الأوقات كأفراد ناصحين و واعين ويتم استفتائهم في كل الامور، خلق الناس لهم هالة حيث اصبحوا يصدقونهم في كل شيء واعتبار كلامهم قداسة حتى التي كانت تُصدر لأغراض سياسية و لتضليل العامة. لأن الناس يستخدمون النظام التلقائي العاطفي الذي بمجرد أن أعجبوا ببعض اطروحاتهم سلموا عقولهم لهم دون التحقق، والتحليل وغيره. وبذلك تكون تأثير الهالة هي من تجعل الأفراد ينقادون دون تفكير وتحليل منطقي عقلاني.

٤- نظرية التأطير: تستخدم في الدعايات والإعلان هي تربط بين ما يدركه الناس في حياتهم اليومية وبين الإطار الجديد الذي تريد ان تربطه فهي تستفيد من الفهم الموجود ولا تخلق قيمة جديدة. فيضخم حدث معين ليوحي إليك بحل موجود اساساً. 


واخيراً، العقل يعمل بنظامين، على الإنسان أن لا يستسهل أسلوب نظام رقم ١ وتكراره دائما، لأنه سيجعل كل من الجهات الإعلامية والسياسية والأفراد المؤثرين أن يؤثروا ويتحكمون ويتلاعبون بعقلك متى ما شاؤوا. ولكن عليك أن تستخدم وتلجأ إلى نظام رقم ٢ حتى تكون شخص واعي ولا تحكم على الأمور بمنظور ضيق وحتى لا يتم استغفالك فتحكم على الأشياء بطريقة خاطئة.

الثلاثاء، 12 سبتمبر 2017

أعطيه لأجعله متميزاً .. ليغيظ غيره




يقارن نفسه بغيره ويظن ان ما يفعله يغيظ اخرين به. يعمل خيراً ليخلق غيظاً. يسعى ويبني ويعطي من اعذب الكلام حتى يجعل من حوله يتمنوا.

ليت العطاء كان لأجل العطاء، لكان أصفى، أنقى، واصدق بكثير. ليته كان يعطي لاجله حتى تتشكل قوانين الطبيعة وتعطيه مما يتمنى.

فهو يكدح و يتعب و يهرول، ليعطي حتى يضاهي، و يتباهى. يظن انه سيخلق شخصاً مميزاً متباهياً بعطائه، كرمه، ثقافته. وهو لا يعلم انه يخلق شخصاً انانياً، دكتاتورياً، عشوائياً 

أعطي العطاء وانت تعطي بحب، بنقاء، بصفاء 
ودعك من عطاء تريد توليد حقد وغيره و بغضاء 
فمن تسعى لحرقه لا يحترق وما تسعى لان توقظه اساسا لا يوقظ

ركز على على حياتك لأجل حياتك ولا تجري جري الوحوش في كل وادٍ. تسعى ان تضع بصمه مشوهة غير صادقة. ليقولوا كان، وفعل، وقال. وابني لأجل البنيان والإعمار والازدهار. ولا ترمم وتزيّين من اجلهم ليقولوا فعل.

ستقول الناس، وتتحدث. وكما هي حال الدنيا سيأتي يوم 

سينطفىء الضوء والنجم. فلن تملك ما تستخدمه وقت الظلام ولن تجد من يقول كان، فعل، قال. ومن لا يهتم لن يهتم اساسا. لان النقاء والصفاء والصدق لا يباع ولا يشتري ولا يورث ولا يعطى الا لمن كان عطاءه لأجل العطاء.

الوضوح والألتواء

بين الوضوح والالتواء  بين الصراحة و الكذبة البيضاء  بين الحقيقة و مزجها لتظهر بنفس الحقيقة ولكن بصوره اخرى.  اساليب غير واضحة ...