السبت، 30 ديسمبر 2017

مع نهاية كل عام





مع نهاية كل عام، نقيم السنة التي على وشك الانتهاء.
نحدد ما إذا كنا سعداء فيها ام لم نكن
نحاول ان نُعدد انجازاتنا وان نحسب ما حققناه منها
نحاول ان نقييم ما نستطيع تذكره من الاحداث التي
مرت علينا والتي غالباً ما ترتبط بالحدث الذي يرتبط بكمية مشاعر عالية
مثال: حدث وفاة شخص عزيز، سيُقّيم الشخص ان هذه السنة سنة حزينة
او ذو طابع حزين.
مثال اخر: يتذكر الشخص انه حصل على ما كان يتمناه في هذه السنة فسيصف السنة بأنها سنة سعيدة او سنة تحقيق الأهداف وغيره.

هل نحن بحاجة الى تقييم السنة ووصفها وتسميتها بصفة معينة!
هل نحن نحتاج بأن نشعر بأننا علينا ان نحقق مالم نحققه في السنة الجديدة!
هل يجب ان نشعر بالحماس والرغبة في التخطيط للسنة الحديثة!
هل علينا حضور دورة او قراءة كتاب او تعلم كيف نعيش السنة الجديدة!

الشعور الذي ينتابنا عند رؤية ٣١-١٢، وانتظارنا ل ١-١ والسعي لصنع ذكريات لها.
الهوس بملأ قائمة من الامنيات او الاحلام وتسميتها بأهداف لنخلق لنا مسؤولية جديدة
يجب علينا ان نقوم بها اتجاه السنة الجديدة.

ومن ثم الشعور في نهايتها بنفس الشعور الذي نشعره مع نهاية كل سنة. بعدم تحقيق ما كتبناه او حددناه وان الايام تمضي دون تحقيق شيء او على الأقل تحقيق ما تمنيناه لكن ليس بالشكل المطلوب.

خلق الضغوط، خلق الالتزامات، خلق المسؤولية، ومن ثم الهروب منها او تأجيلها الى نهاية السنة وترحيلها للسنة التي بعدها.

أهكذا تُعاش الحياة!
أهكذا يجب ان نكون!
ان نعيش لنسعى ام نعيش لنعيش ام نعيش لنعمل!

نحفظ جميعاً ونعلم اننا يجب ان نعمل ونسعى، فبذلك نُحّمل أنفسنا أي شعور بالتقصير ونبحث عن أي شعور للإنجاز حتى نقول لأنفسنا لقد انجزنا. باحثين عن أي ذكرى نحملها لهذه السنة لنقيمها اما بالسنة المُنجزة ام بالسنة التي سنبدأ بالتخطيط من اجل السنة التي تليها.

نتاج لمحاولات، ونتاج لبحث، وتجارب، حاولت ان اخطط واضع اهداف يجب تحقيقها في فترة معينة في عدة جوانب وباستخدام برامج الجوال،و Excel و الورقي,. والسعي لتحقيق كل هدف في شهر معين ويوم محدد.

توصلت انني اصنع ضغط على نفسي فبذلك اشعر انني لا احب الالتزام وأي شيء يشعر الشخص بأنه ملتزم فيه يجعل الشخص يشعر بضغط تحقيقه فبذلك تبدأ الحياة بخلق ضغوطات جديدة تسعى لان نتنهي منها لتشعر بأنك انتهيت من التزام معين.

وأيضا الشخص الذي لا يعرف مجاله الحياتي لا يستطيع ان يحدد اهدافاً تتوافق معه. ستكون كنفس العبارات التي نحفظها عندما نُسأل ما هي هوايتك: السباحة، وركوب الخيل وأحيانا الرسم.
ونحن لا نقضي أي وقت فيها ولا نعرفها فقط لأنها جواب لسؤال.

فسؤال ما هي اهدافك لهذه السنة، وما هي الدروس التي تعلمتها مع نهاية هذه السنة. نحن لا نحتاج لان نحصي كل شيء ونقول كل شيء ونعي اننا تعلمنا كل شيء لنجاوب لفظياً و اذا لم نستطع ان نجيب نعتقد اننا لم نحقق او لم نتعلم.

هي دروس تتعلمها وانت لا تعلم انك تعلمتها او لا تستطيع وصف وشرح ما حدث من تغيرات في عقليتك حتى تصنف موقف معين بأنه درس لك. اعلم انني تغيرت للأفضل بسبب النتائج وانا لا اعلم حرفيا ما هي التغييرات والدروس والمشاكل التي واجهتها لتشكلني وتشكل شخصيتي. مثلي مثل أي شخص حدث لي مواقف وحاولت ان اتصرف فيها بالشكل الصحيح ليس بالشكل الذي يرضيني دائما. لذلك قلت انني تغيرت للأفضل.

جاءتني فرص وقبلتها لأنني اريد تجربة شيئا جديدا فتعلمت ان اتقبل الجديد ولا اعرف بالضبط ما هو التغيير الجديد ولكن اعرف انني أستطيع ان اخرج عن " منطقة الراحة" او " الجو المعتاد" الى ما هو جديد علي.

حدثت احداث جديدة سياسية، اقتصادية، وبعضها اجتماعية لم افهمها بدقة فتعلمت ان ابحث واتعلم عما أجهله بطريقة علمية وان لا اتحدث في شيء الا بعد التحري من صحته ودقته.

تعلمت ان الامور الاجتماعية والنفسية، هي نتاج لتراكمات مواقف وأحيانا ردود أفعال فتعلمت تحليل بعض الامور وتفسيرها تفسيرا علمياً غالبا ما يكون صحيحاً. فبذلك عرفت كيف اتعامل مع من حولي وانا لا اعلم ما تعلمته بالضبط وما هو الذي رسخ في عقلي ولكن أستطيع ان أرى أنى تحسنت للأفضل بسبب علاقاتي الاجتماعية ونفسيتي.

تعلمت الفروقات الشخصية وفهم شخصيات من حولي فاستطعت ان اتعامل معهم واتفهمهم وان أحب بعض عيوبهم. فلذلك تعلمت تقبل اختلافات الاخر وتعلمت العطاء.

علمت انني انجذب للسلام الداخلي وكل ما يتعلق به فلذلك لن اعبث بسلامي لأنزل وانافس من تعود على ان يعيش دون سلام داخلي فلا ارد على رد لا يليق، ولا اسعى لإيصال فكرة لمن لا يريد، ولا ان اناقش شخص في شيء ليس بيده حيله تجاهها، فتجاهلت وترفعت فأحببت ذلك الشعور وقررت ان أحافظ عليه

تعلمت ايضاً ان قيمة الانسان لا تُحدد بمستواه الأكاديمي، فالنظام التعليمي "educational system”  عبارة عن نظام والنظام يتغير ولكن هذا لم يتغير فبذلك لا يخضع لكل الفروقات الشخصية.

فهذا الذي أستطيع ان اذكره ويحضرني ذهنياً، ولكن لا يعتبر هذا محور وملخص سنة ٢٠١٧ لأنني استمتعت بهذه السنة ولا اذكر كل ال 365 يوما. فلا اريد ان اظلمها او اقلل من قيمتها او ان اعبث بها لاسميها وأقيمها. أحبها كما أحب كل السنوات واحمد الله على كل شيء فيها. احيانا لا نستطيع ان نحصي فلا نحتاج لان نُحصي فنظلِم.

فلذلك اصبحت اضع ما اريد ان احققه في لسته اختار منه ما اريد واحققه فتنتهي السنة وانا حققت اغلب ما فيها دون ضغط وحصر بكل بساطة. واُرحّل ما تبقى الى السنة المُقبلة ان وجدت أهميته وارادتي في تحقيقه. فبذلك نعم اخطط ولكن بطريقتي، نعم احقق بالشكل الذي لا يجعلني ألهث وراء الأهداف، نعم اسعى واحاول ولكن دون ان أنسى كيف أعيش وأرضى وأحب الحياة ومن حولى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الوضوح والألتواء

بين الوضوح والالتواء  بين الصراحة و الكذبة البيضاء  بين الحقيقة و مزجها لتظهر بنفس الحقيقة ولكن بصوره اخرى.  اساليب غير واضحة ...