الاثنين، 23 مايو 2016

نوايا رمضان و العادات

لكي تخرج بنتائج ممتازة وقوية في أمر ما يجب عليك أن تهيأ نفسك أولا وتستعد لما أنت مقبل عليه، وكذلك شهر رمضان.
شهر رمضان عادة ما يبدأ بحماس شديد ومن ثم يقل هذا الحماس إلا أن يصبح الشخص غير قادر على أن يحفز نفسه ليكمل ما كان عليه في أول الشهر. مع أن أهم الأيام في هذا الشهر تكمن في أواخره ألا وهي عشر الأواخر. ولذلك التهيؤ قبل رمضان من أهم الوسائل التي تساعد الشخص على الاستمرارية في هذا الشهر وبعده. وكل هذا يكمن في ادارة الوقت وكيفية تسخيره لصالحنا حتى نخرج بأكثر كميه مستفادة منه، وحتى نخلق عادات حسنة لم نكن قد إعتدنا عليها.
أن أهم خطوة يجب البدء بها قبل رمضان هي:
 1- تحضير القلب:
لأن أعمال رمضان قلبية، غير الأجر المرجو من هذه العبادات، هي ما تتركه هذه العبادة على القلب. 
إن العبرة ليست بقراءة القران لمجرد ختمه أكثر من مرة ولا الصلاة من اجل الصلاة ولا الأعمال الروتينية لأجلها.
فالعبادات المكثفة في رمضان هدفها الأساسي هي أن تصب في قلب الشخص. وينتج عن ذلك ما يسمى ب "أعمال القلوب":
مثل: الإحساس بالتوكل على الله بمفهومه الصحيح أي أن تسلم كل أمورك لله مع الثقة الكاملة فيه أنه سوف ييسر أمورك وفي الوقت نفسه تتخذ الأسباب وتعمل.
 فالإحساس هذا يندرج تحت " أعمال القلوب".
(وما أمروا إلا ليعبد الله مخلصين)
(لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم)
(قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوا يعلمه الله)
(والذين آمنوا أشد حبا لله)
(وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين)
"إنما الأعمال بالنيات”. متفق عليه
"ولكن ينظر إلى قلوبكم". رواه مسلم
أن كل ما ذكر عبارة عن مشاعر ولا يوجد فيه شيء ملموس. تكون ملموسة بالفعل الذي ينتج من بعد الإحساس.
فرمضان عبارة عن تربية للقلب حتى يحسن أعمال القلوب في رمضان وغير رمضان. لكن الفرق في رمضان أن الأجواء والعبادات تكون مكثفة.
فإذا كان القلب مثل الكوب المقلوب لو ملئت فيه العبادات والأعمال المكثفة لن يكون هناك فيه اي أثر فبالتالي يصعب على الشخص أن يفهم معنى أعمال القلوب. فتعديل القلب قبل رمضان يكون بأن تفتح قلبك عملياً: بأن تكثر من الاستغفار والتوبة حتى ينظف الكوب ويدخل رمضان، والكوب(القلب) نظيف. 
الاستغفار هي جمله تعودنا عليها ولكن أهميتها تكمن في انها أحد اسماء الله الحسنى وهما الغفار والغفور. فإنّ الإنسان يجد في المغفرة راحة في صدره وانشراحاً في قلبه وسموّاً في نفسه، فعندما يستغفر الإنسان يعلم أن الله عز وجل هو الغفور الرحيم ويعلم أن الله عز وجل يقبل التوبة مهمّا كان عظم الذنب.
 (يطلع الله إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن). صححه الالباني.
فيدخل رمضان وانت مغفور لك بأذن الله بعد ان تبتعد عن الشرك والشحناء" الزعل والقطيعة " لا يستحق الوضع بأن تكون من الاشخاص الذين لا يُغفر لهم ولذلك اعف عنهم من قلبك لمصلحة نفسك. لا تحرم نفسك من مغفرة رب العالمين بسبب شخص. أبسط عمل حتى لا تستثقلها على نفسك، هو بأن يكون قلبك نظيف على الشخص بينك وبين ربك.

فأهم شيء تعديل الأساس وإنما الأعمال بالنيات.  مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ

2- أكتب الأهداف التي تريد ان تحققها في رمضان: مثلا: 
- تقوية علاقتي بالله والمحافظة عليها بعد رمضان
- الإجتهاد بالدعاء بكل ما أتمناه واريده
- إكتساب عادات ايجابية مثل: الإلتزام بالوقت عن طريق الإلتزام بالصلاة
أو تقسيم الجدول اليومي بحسب مواعيد الصلاة 
- تقويه علاقتي بالقران/ اختم مرتين ...
- معرفه معاني اسماء الله الحسنى (والدعاء بها وهي عباره عن مفتاح خاص إذا دع به اجيب)
  مثل يا رزاق ارزقني..
3- ابدأ بتطبيق الأعمال تدريجياً: قبل رمضان -بعد رمضان:
يعني إذا كنت متعود على ان تقرئ صفحتين في اليوم. إقراء صفحتين وكل مرة آضف صفحتين مثلا حتى تتعود على قراءة أكثر من صفحتين وتختم. الفريضة أهم من النوافل. فإلتزم بالصلوات الخمس ثم زيد عليهم ركعتين قيام ليل ومن ثم صلاة و التراويح.
بعد دخول رمضان أطبع الجدول وقيم ادائك ( جدول رمضان  ) وعند الانتهاء من جزء ضع علامة. حتى تقيس ادائك اول اسبوع وتقييم نفسك، وتعرف نقاط الضعف التي تحتاج بأن تلتزم فيها أكثر. وإذا كان هناك جزء معين تستثقل بأن تنفذه: اولا اقنع نفسك بأهميته: اقراء عنه او استمع عنه على اليوتيوب مثلا.

4- أخلق عادة معينة: واستمر فيها:
هناك ثلاث عناصر تكون هذه العادات:

١- الإشارة: صورة، رائحة، إحساس، مكان أو توقيت معين.
٢- السلوك او (العادة): في حد ذاتها، والذي يمكن أن يكون جسديا، حسيا أو ذهنيا.
٣- المكافأة: وهو إحساس بالنجاح، يحدد من خلاله الدماغ إن كانت هذه العادة تستحق الإعادة أم لا.

مثلا:
 كل يوم قبل النوم تقرأ صفحتين:
الساعة ١٠:٠٠ تغلق الاضاءة وتفتح إضاءة القراءة على سبيل المثال ومن ثم تقرا هتين الصفحتين. بعدها ستشعر بأنك انتهيت من واجب كان عليك الإنتهاء منه او احساسك بأنك أنجزت شيء.
ان الإشارة: هنا هي التوقيت، والسلوك هو القراءة، بينما المكافأة كانت احساسك
بهذه الطريقة تتشكل أي عادة، أوجد فقط إشارة، سلوك ومكافأة، وأضف إليهم الرغبة على إعادتها لتكتمل حلقة العادة.

ولتغيير عادة معينة: غير السلوك فقط وحافظ على الإشارة والمكافأة. ففرصة تكثيف الأعمال في رمضان ممكن أن تحولها إلى عادات حتى تستمر بعد رمضان.
5- وأخيرا النية: تعدد النيات في عمل واحد يضاعف الأجر. 

فمثلا: نية لزيارة الاقارب: 
١-  نية صلة الرحم 
٢- نية الايمان بالله واليوم الاخر (من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليصل رحمه)
٣- إدخال البسمة على وجة المسلم 
٤- التكافل الاجتماعي (وتعاونوا على البر والتقوى)
٥- ذكر الله
فمن خلال عمل واحد قدرت تجمع عدد كبير من الاجور. 
(كتيب نوايا ل طلال فاخر)

"فلقد اتاك من المهيمن عفوه، وافاض من نعم عليك مزيدا "الشافعي







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الوضوح والألتواء

بين الوضوح والالتواء  بين الصراحة و الكذبة البيضاء  بين الحقيقة و مزجها لتظهر بنفس الحقيقة ولكن بصوره اخرى.  اساليب غير واضحة ...