السبت، 21 مايو 2016

أرّوح الروح القناعه

ان يكتفي الشخص بما لديه، ولا يحرص على اكثر مما يتطلبه وضعه ومستواه.
دون شعوره بأي نقص ودونيه لذاته ولمن هم حوله هو مايقصد به بالقناعه.
" القناعه هي الاقتصار على ما سنح العيش، والرضا بما تسهل من المعاشر وترك الحرص" . الجاحظ
فالوقت الذي يتعلق القلب بغير ذلك هنا يعتبر الشخص خرج عن مفهوم القناعه. 
ان تكون شخص قنوع باختيارك الواعي وأن تقنع بما لديك وان تكون في نفس الوقت راض ٍومستمتع ويقن، تعلم ان الخير فيما اختاره الله لك ومع ذلك، تطمح لتحسين حياتك و جوانبها مع رضاك واستمتاعك بما عندك تكون قد وصلت "للقانع الايجابي". حيث لا تتعارض قناعتك مع طموحك وتحقيق الانجارات لتطورك.

بينما انت تكتفي بما عندك دون السعي في تطوير نفسك وحياتك وجوانبها تكون الشخص "القانع السلبي". بتفصيلا اكثر، يستخدم الشخص القناعه كشماعه لعدم مقدرته على مواكبه العلم او الوصول لهدف معين و الاستسلام للامر الواقع من يأس وقله حيله. فمتى ما كانت القناعه عائقا لتطورك فهي بالاحرى تٌستخدم كشماعه لتوضع عليها  الاعذار. فعكس القناعه هو الطمع ، الحرص، الجشع وليس الطموح. 

تنقسم القناعه لثلاث مراتب: 
المرتبه الاعلى: ان يقتنع الشخص بالحد الادنى، وان يكتفي بما يبقيه حيا، قادرا على عمل ماهو مطلوب منه. ويصرف نفسه عن مادون ذلك. 
وهي تعتبر اعلى مراتب القناعه 

المرتبه الوسطى: ان تنتهي به القناعه الى الكفايه، دون الزياده والسعي للكماليات. 

المرتبه الادنى: ان تنتهي به القناعه الى ما هو متوفر، فلا يطلب ماتعذر وان كان بسيطا. ولا يكره ما اتاه وان كان كثيرا. يعني انا ياخذ الشخص ما توفر له ويرضى به ولا يتعلق بما لم يتيسر له. وهنا يندرج حديث الرسول: " من اصبح منكم امنآ في سربه، مُعافى في جسده، عنده قوت يومه، كأنما حيزت له الدنيا". الترمذي

ان معيار قياس القناعه ليس مقصورا على مايملكه الشخص من الماديات. ولكن على النفس في قناعتها بما لديها دون التشوق بما هو مفقود. لانه راضي بما قسم الله له من رزقه." ليس الغنى عن كثره العرض ولكن الغنى غنى النفس". الرسول صلى الله عليه وسلم. فالنفس غنيه راضيه وقنوعه. 

 باختصار، هو شعور ومفهوم قلبي وليست شكل من اشكال الظواهر على الانسان. بإمكان الشخص ان يكون قنوع وان يملك افضل السيارات وغيرها من الماديات. فمتى ماكانت الماديات في قلب الشخص وتتحكم في شعوره فهو خرج عن مفهوم القناعه. 

ان اسباب عدم القناعه هو اختلاف مبادئ الاشخاص. فمبدأ الفرديه والماديه تخلق حياه قريبه للانانيه وامتاع النفس بعيده عن القناعه والرضا. ان امتاع النفس شيء اساسي ولكنه ليس غايه. فسعاده الشخص تكون باشباع المكونات الاربع وهم الجسم، العقل، الروح و القلب. وليس النفس فقط.

واخيرا، لتعزيز القناعه:
١-  يجب التوكل على الله والاستعانه به والتسليم والرضا بالقضاء والقدر 
٢- معرفه نعم الله عليك والتفكر فيها.
٣- اقناع نفسك بان القناعه راحه للنفس وللقلب وسلامه الصدر 

اقنع وارض بالموجود والمتوفر لك، ولا تدع قلبك يحرص على ماليس عندك، واجعل عقلك يحكمك.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الوضوح والألتواء

بين الوضوح والالتواء  بين الصراحة و الكذبة البيضاء  بين الحقيقة و مزجها لتظهر بنفس الحقيقة ولكن بصوره اخرى.  اساليب غير واضحة ...