غالباً ما تستخدم هذه العبارة عند حدوث امر سلبي. فعلى سبيل المثال اذا عملت عملاً خيّراً، واتهمك الاخر فسيقول: فعلت ذلك لترأي .. فسترد بالجواب المعتاد "كلن يرى الناس بعين طبعه".
اي انت تفسر ما افعله .. بالطريقة التي لو كنت مكاني لفعلتها بهذه النية.
بعيداً عن السلبية وعن إطلاق الأحكام وتقسيم الناس حسب تصرفاتهم. فالحقيقة ان الانسان يرى دائماً بمنظوره الخاص لكل شيء حوله. ولا يلاحظ ولا يعي الشيء الذي لا يعّلمه او لا يدركه.
مثال: تذهب دائما الى الجمعية لتاخذ بعض احتياجاتك التي تأخذها دائما. وبعد اسبوع قرأت خبر في الجريدة عن نوعية الاكل العضوي وعن شعاراته.
فإذا ذهبت الى الجمعية في المرة المقبلة فإنك ستبحث عن شعارات الاكل العضوي بطريقة اتوماتيكية وستلحظها وهي في الرفوف وانت تأخذ احتياجاتك التي تأخذها دائما من نفس مكانها.
فما حدث هو انك ادركت شيء لم تكن تدركه مع وجوده امامك في كل مرة تذهب اليها الى الجمعية.
فمن الطبيعي ان يدرك الأشخاص الاشياء التي احسوها او سمعوها او اشتموها او رؤها. فإذا شعر شخص بالم صداع مريع وسمع عن شخص اصابه نفس نوعية الصداع الذي اصابه فسيعرف معاناة الشخص لانه ادرك ذلك الشعور مسبقاً.
واذا كان الشخص دائماً عنيفاً مع الآخرين فلن يدرك او يستوعب معنى العطف على الأطفال لانه لا يعرف هذا الشعور الا التعامل بالعنف فكيف توضح له العطف أساسا لتربطه بفئة الاطفال. فهو يحفظ ويعرف العبارة لغوياً ولكن لم يشعرها لذلك لا يدركها.
فكل الناس ترى الناس بعين طبعها. او عين ما أدركته فهو ليس مقتصراً على الشعور السلبي او الإيجابي بل هو ممتد لنظرة الحياة والوعي والإدراك للحياة والأمور التي تحدث من حوله.
فعلى الانسان ان يوسع " عين طبعه" ليتفهّم ويستوعب الآخرين. وعليه ان يتعلم كيف يهذب مشاعره السلبية غير المقبولة وان يحاول ان يراقب ويستشعر ماهو جديد عليه من شعور او فكر او حتى الجمادات.
فكمية الثقافة والمعايشة والفهم تحدد اتساع منظورك وفهمك للآخرين. وانغلاقك على نفسك و تفسير كل امورك على مشاعرك القديمة وملفاتك القديمة التي إعتدتها، تجعل " عين طبعك" ضيقه فتلجأ لتحكم على هذا وذاك.
وتوزع الألقاب عليهم وترفع وتقلل غيرهم لأنك لا تعي ولا تدرك عن ما يدور حولك. منغمس في قوقعتك، تعتقد ان ما تراه هو الصحيح. وما تفسره هو الأصح. وأي ماخالف لرأيك هو مخالف لك. فوسع عين طبعك لتفسر عين أطباعهم.
جزاك الله الجنه جدا مفيد
ردحذف