الأربعاء، 19 أبريل 2017

أوراق الماضي أرشيف الحاضر

هناك حواجز تمنع الأخرين من رؤية ما يحدث 
ولكل ما يحدث تفسير مختلف 
فكل شخص يراه من زاويته.. 
وكل شخص بقدر ما أدخل في عقله .. 
بقدر ما يستطيع رؤية زوايا أخرى بشكل أوسع غير زاويته

لا نستطيع توحيد الآراء ولا نستطيع تعليم الجميع وتثقيف الجميع 
و لا نستطيع أن نعلم الأخرين كيف يجب أن يشعروا ..
كل شخص له ملفه الخاص الذي يحتوي على تجاربه..

حيث يوجد للماضي جزء كبير في تحديد مشاعره، أفكاره، اراءه، طريقه تفكيره
فمن المستحيل أن نوحد جميع الأشخاص ذو الخلفيات المختلفة 
فإذا كان الشخص قد تم بنيانه من خلال ملف الماضي 
فهو يقض بنواياه في الوقت الحاضر ويستطيع التصرف بها فالمستقبل. 

جميعنا نحتاج لتعديل وأرشفة ملفات الماضي المخزنة لنعيش 
ونسجل ونملئ ونحدث ملفاتنا.. 

فالعيش في الحاضر يحتاج لتحديث ومن لم يحدثه.. نستطيع أن 
نراه يحوم في ملفات قديمة لا تصلح لأن يتعايش بها 
لذلك نجد من لا يحسنون التعايش مع الأخرين
ولا يجدون الحكم بشكل منطقي 
مع انه من المفترض ألا يحكم شخص على أخر 
ولكن ليس كل مفروض يجب أن يحدث

فالحياة لا تحكمها القيم ولكن تحكمها قوانين طبيعية كونية 
أي أن لو افترضنا أن المرض شر.. فلماذا الشر يُلحق بالأطفال 
فمتى ما كان الأمر خيرا ينسب إلى الله ومتى ما كان شرا ينسب لشخص 
ولكن الأطفال أطفال.. هذا ما قصد به بأن الحياة لا تحكمها قيم. 

فتحكم بما يدخل عقلك وراقب نوعية افكارك وتأثرك ومن حولك بها 
راقب لو كنت تعيش بملف الماضي في الوقت الحاضر فستحصل 
على نفس نتائجك في الماضي .. 
راقب مدى تفاعلك مع من حولك.. ومدى عزلة نفسك عن غيرك..
راقب ولاحظ هل الأخرين هم من يحتاجون إلى تعديل وإعادة صياغة وتحسين
أم أن الملفات لم تعد تصلح لهذا الزمن.. وأصبحت أرشيفا لا ينطق إلا بغبار 
حيث لا ينفع غيره ولا يرشدهم ويحكم على غيره ليقنع نفسه بأن أرشيفه صالح لكل زمان ومكان

اقرئ، تعلم، وأفتح أفاق لم تفتحها من قبل، وتخلص من أرشيفات الماضي التي لا تضفي إلى نتيجة جيدة لحاضرك

بقدر ما نثقف ونعلم ونستشعر بقدر ما نفهم الحياة
وما ندخله في عقولنا هو ما يحدد مقدار ما نستطيع رؤيته في الحياة

الجمعة، 14 أبريل 2017

نظرياً و تطبيقياً



هل نحتاج لمشاعر معينة لتدفعنا للعمل 
أم نحتاج لعقل مدبر حتى نقوم به 

هل نحتاج الشغف والتحفيز لنبدأ
أم مجرد الإقتناع بأهميته 

هل نحتاج الإلتزام بالقوانين 
والتفكير مليا قبل القيام به

أم نجعل الحياة عفوية ونتصرف بعفوية
هل كل شيء يجب أن يكون منظما ومدروسا 

مرتبا بحيث لا نجعل مجالا للصدف 
أم أن الصدف هي التي تضيف للحياة جمالا 

هل التفكير والتحليل مطلوب دائما 
أم أنه عائقا للتصرف في الوقت المناسب 

هل كثرة المعلومات تؤخر الإنجاز 
أم أنها تجعل من الإنجاز ذو جودة عالية

هل تقّبل جميع الشخصيات يجعلك مقبولا 
أم قبولك لذاتك هو ما يجعلك مقبولا

هل خلقنا لنعمل وننتظر العطاء والمقابل 
أم أن المقابل يجب أن يكون شيء غير ملموس

غير مرئي غير مادي ولكن محسوس 
هل خوفنا من الناس والمجتمع هو واقعا 

 أم أن كل شخص يقصد مجموعة أخرى في عقله
هل نحن حقا لدينا قيم ومبادئ نتبعها 

أم أن العبارات والنظريات والكلام الفاضل 
هو ما تعودنا على سماعه ونحب سماعه 

ولا نرضى بغيرها لأننا تعودنا عليها
و في مساحة التنفيذ ننفذ ما تهواه أنفسنا
لنقف التساؤلات للحظة!

نريد التلاعب بالمبادئ والقيم التي نتبعها.نريد أن نحدد من يستحق التعامل بهذه القيم. ومن المفروض أن لا يتم التعامل معه بها. أن نحدد متى نسقط المبادئ ومتى نغير القيم. لأن ببساطة لكل حدث ظرف معين ورد فعل معين. لماذا لا نقول مبادئ معينة وقيم معينة.

نسقط ما نريد ونغير ما نريد عندما يكون الأمر في إطار الفعل. ولكن لا نرضى أن تتغير القيم ولا المبادىء،  ولكن نجعل الظروف سبب تغير مبادئنا عندما نتعامل معها بشكل نظري وسطحي.

الأخلاق ومن لا يتفق مع الأخلاق 

فكلنا نحفظ شطرا، وبيتا، ومقولة تؤكد إكتمال وإتفاقنا على الجانب النظري 
ولكن فعليا وواقعيا، نقسم الأخلاق ونجزئها ونحاول أن نلبسها اللباس النظري
لنقتنع بأن أفعلنا تحت مظلة الأخلاق. لنتقنع بأن ما نفعله هو الجانب النظري الذي جميعنا نتفق عليه ولا يختلف عليه أحد. فمن يريد الضوء، ومن يريد التلميع ، ومن يريد أن يبيض السواد يتكلم في الجانب النظري.

لنرجع لطرح التساؤلات
 هل هناك فجوة بين الواقع والكلام النظري؟
أم أن الخلل فالأخر الذي لا يطبق؟
 هل نطالب الأخرين بالألتزام بالتطبيق؟
أم نلومهم على مالا نستطيعه نحن
هل نقيس الفجوة بين افعالنا وكلامنا
أم نقيس الأخر بمسطرتنا التي لم نقس أنفسنا بها؟ 

نحن نحفظ ونعرف ونكرر ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ الرعد

ولكن هل نحن ندعو الله دون التّغير والعمل؟
هل نغير ما بأنفسنا حتى الله يغير بنا ؟ 
هل نقوم بالجانب التطبيقي والفعلي. 

نجلس في المجالس نتحدث عن كل الأمور والمواضيع، دون التثبت دون البحث ودون التحقق .. لأننا نحفظ ونعرف ونكرر 

﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ الإسراء

ولكن هل هناك فجوة بين النظري والتطبيقي؟
هل نقوم بالجانب التطبيقي والفعلي؟

والقائمة تطول بين آيات، أبيات ، ومقولات فكل نظري محفوظ، معلوم، و مكرر 
ولكن يبدو أن هناك فجوة في التطبيق

تساؤلات كثيرة وأجوبة أتفقنا كما نتفق عليها دائما نظريا ولكن يبقى الفاصل هو الواقع والتطبيق الفعلي. ولكن هل سنعمل على الجانب التطبيقي والفعلي؟

ملاحظة: كل ما كتب أعلاه هو مجرد كلام نظري 

السبت، 8 أبريل 2017

بين العقل والعاطفة

عادة يتم تقسيم النجاحات في الحياة على الجانب الأكاديمي وتُغفل الجوانب الأخرى. حيث يتم التركيز على هذا الجانب في تصنيف الأشخاص بين أُناس فاشلين وأُناس ناجحين. لفترة زمنية طويلة كان يعتقد أن الذكاء العقليIQ هو المؤشر الوحيد والمقياس والطريقة لتنبؤ نجاح الأفراد في الدراسة، العمل والمجالات الأخرى. فهو يقيس الذاكرة قصيرة المدى، التحليل العقلي، القدرة في الرياضيات، والإعتراف المكاني.

يقر العقلانين بأنهُ يجب فصل القلب عن العقل لتّوصل للتفكير السليم الذي يخلوا من العاطفة للحصول على التفكير العقلاني ولكن تظهر التجارب أن القرارات المبنية على العقل الخالي من العواطف ليست مرضية. لذلك يجب خلق توازن بين العاطفة والعقل. 

حيث أظهرت الدراسات أن الأشخاص ذو الذكاء العاطفي يحققون نجاحات أكثر من الذين يملكون الذكاء العقلي. فالذكاء العقلي يرجع ب ٢٠٪ من النجاح في العمل بينما ٨٠٪ على الذكاء العاطفي. يقول الكاتب دانيل قولمان أن الذكاء العاطفي أهم من الذكاء العقلي. فالذكاء العقلي ثابت ويحدد من وقت الولادة ولكن الذكاء العاطفي يتطور مع الجهد المبذول في تحسينه. وبشكل عام أن حقيقة عقل الإنسان تقول أن أول رده فعل له لأي حدث تكون ردة فعل متصلة بالمشاعر. 

فالذكاء العاطفي: "هو عبارة عن مجموعة من الصفات الشخصية والمهارات الاجتماعية والعاطفية التي تمكن الشخص من تفهم مشاعر وانفعالات الآخرين، ومن ثم يكون أكثر قدرة على ترشيد حياته النفسية والاجتماعية انطلاقا من هذه المهارات".

حيث يتعاطف مع الاخرين، يسهل عليه تكوين صداقات والحفاظ عليها، يتحكم في انفعالاته، يعبر عن مشاعره بسهولة، يتفهم الخلافات بين الأشخاص، يستطيع ان ينظر للأمور من وجهة نظر الاخر، يميل للاستقلال في الرأي وفهم الامور.

فعلى سبيل المثال، الفرق بين موظف متوسط الأداء وبين موظف متفوق في الأداء ليس المهارة الفنية لان من الممكن ان يكتسبها الموظف الاخر ولكن المهارات الشخصية هي التي تختلف.

يقسم ترافيس و جيين إطار فهم وقياس وتحسين الذكاء العاطفي: 

1- الوعي الذاتي :( Self-Awareness) القدرة على فهم الشخص لعواطفه ومشاعره وسببها وكيف تؤثر على الاخرين. 

2- الادارة الذاتية (Self-Management) : القدرة على استخدام وعيك في مشاعرك حتى تحافظ على المرونة وتوجيه سلوكك بشكل إيجابي. وهذا يشمل أيضا قدرتك على وضع احتياجاتك الفورية جانبا لتركيز على اهداف طويلة الاجل.

3- الوعي الاجتماعي (Social Awareness):: القدرة على فهم مشاعر الاخرين وفهم ما يحدث حقا في وضع معين. مثل توقع ما سيقول الشخص او كيف سيتصرف شخص في هذا الوضع. حيث يستطيع الشخص فهم مشاعر الاخر بشكل موضوعي ومعرفة السبب الحقيقي وراء تصرفه.

4- ادارة العلاقات: (Relationship Management): القدرة على استخدام وعيك في المشاعر في ادارة علاقاتك الحالية و اللاحقة.

“الأشخاص ذوي المهارات الأنفعالية المتطورة تكون فرصهم أكبر للرضا والنجاح في الحياة، واكتساب عادات ذهنية تمكنهم من زيادة إنتاجيتهم، أما الذين لا يتحكمون في حياتهم الأنفعالية فيواجهون معارك داخلية تدمر قدرتهم على التركيز في العمل وكذلك على التفكير السليم.” دانيال قولمان

الوضوح والألتواء

بين الوضوح والالتواء  بين الصراحة و الكذبة البيضاء  بين الحقيقة و مزجها لتظهر بنفس الحقيقة ولكن بصوره اخرى.  اساليب غير واضحة ...