هناك حواجز تمنع الأخرين من رؤية ما يحدث
ولكل ما يحدث تفسير مختلف
فكل شخص يراه من زاويته..
وكل شخص بقدر ما أدخل في عقله ..
بقدر ما يستطيع رؤية زوايا أخرى بشكل أوسع غير زاويته
لا نستطيع توحيد الآراء ولا نستطيع تعليم الجميع وتثقيف الجميع
و لا نستطيع أن نعلم الأخرين كيف يجب أن يشعروا ..
كل شخص له ملفه الخاص الذي يحتوي على تجاربه..
حيث يوجد للماضي جزء كبير في تحديد مشاعره، أفكاره، اراءه، طريقه تفكيره
فمن المستحيل أن نوحد جميع الأشخاص ذو الخلفيات المختلفة
فإذا كان الشخص قد تم بنيانه من خلال ملف الماضي
فهو يقض بنواياه في الوقت الحاضر ويستطيع التصرف بها فالمستقبل.
جميعنا نحتاج لتعديل وأرشفة ملفات الماضي المخزنة لنعيش
ونسجل ونملئ ونحدث ملفاتنا..
فالعيش في الحاضر يحتاج لتحديث ومن لم يحدثه.. نستطيع أن
نراه يحوم في ملفات قديمة لا تصلح لأن يتعايش بها
لذلك نجد من لا يحسنون التعايش مع الأخرين
ولا يجدون الحكم بشكل منطقي
مع انه من المفترض ألا يحكم شخص على أخر
ولكن ليس كل مفروض يجب أن يحدث
فالحياة لا تحكمها القيم ولكن تحكمها قوانين طبيعية كونية
أي أن لو افترضنا أن المرض شر.. فلماذا الشر يُلحق بالأطفال
فمتى ما كان الأمر خيرا ينسب إلى الله ومتى ما كان شرا ينسب لشخص
ولكن الأطفال أطفال.. هذا ما قصد به بأن الحياة لا تحكمها قيم.
فتحكم بما يدخل عقلك وراقب نوعية افكارك وتأثرك ومن حولك بها
راقب لو كنت تعيش بملف الماضي في الوقت الحاضر فستحصل
على نفس نتائجك في الماضي ..
راقب مدى تفاعلك مع من حولك.. ومدى عزلة نفسك عن غيرك..
راقب ولاحظ هل الأخرين هم من يحتاجون إلى تعديل وإعادة صياغة وتحسين
أم أن الملفات لم تعد تصلح لهذا الزمن.. وأصبحت أرشيفا لا ينطق إلا بغبار
حيث لا ينفع غيره ولا يرشدهم ويحكم على غيره ليقنع نفسه بأن أرشيفه صالح لكل زمان ومكان
اقرئ، تعلم، وأفتح أفاق لم تفتحها من قبل، وتخلص من أرشيفات الماضي التي لا تضفي إلى نتيجة جيدة لحاضرك
بقدر ما نثقف ونعلم ونستشعر بقدر ما نفهم الحياة
وما ندخله في عقولنا هو ما يحدد مقدار ما نستطيع رؤيته في الحياة