الأربعاء، 29 يونيو 2016

متعه و الم

اشترى شخص كتابا جديدا، ولم يقراء سوى عدد بسيط من الصفحات، ووضعه في رفه المليئ بالكتب الجديده والذي قرء منه كتابين بالكامل. بينما اشترى اخر جهاز رياضه، ليصل للوزن الذي يسعى اليه فاستخدم الجهاز لمده اسبوع يوميا، فقل استخدامه الى ان وصل لمرحله لا يستخدم فيها الجهاز اطلاقا. 
تقول الاحصائيات ان اقل من ١٠٪ هم الذين بالفعل يقرءون الكتب التي يشترونها. فالاشخاص يسارعون الى اسباب المتعه.
لسلوكياتنا حوافز تكون نتيجتها المتعه والالم. لو كان بيد الشخص ان يتجنب اقل قدر من الالم لفعل، ومع ذلك فهو لا يستطيع تجنب كل انواع الالام. بينما توجد لديه رغبه عاليه وسعي للحصول على المتعه في حياته فهي دوافع لتلبيه حاجاته.
صديق لك تعرفه من ٥ سنوات، تحبه وتحب قضاء وقتك معه، وفي احد الايام علمت ان هذا الشخص تحدث عنك بسوء، فقررت ان تنهي علاقتك به نهائيا دون اي اعتبار لهذه الفتره

السبب هو المتعه والالم. نشعر بالمتعه عندما نجالس من نحب وبذل مافي وسعنا لقضاء اوقات بصحبتهم، وعندما نشعر بالالم نتخذ قرارا بقطع الصداقه، او تجنب مجالسه هذا الشخص الذي كان عزيزا يوما.
فكيف نستخدم هذه القوتين بدلا من السماح لهم بان يستخدموننا وان نعيش في حاله رده فعل طوال حياتنا!
الجواب هو عن طريق تغيير رابط الالم. 
اربط الالم مع الاثار المترتبه نتيجه لهذه المتعه.
لو كنت شخص سريع الغضب او مدخن، اربط بين الغضب او التدخين واثاره المترتبه من المرض وضياع الفرص وغيرها. 
ان عمل هذه الطريقه سوف يجعل دماغك واعي ويسعى لتجنب هذا السلوك.
وهذا الاسلوب صالح ايضا لايقاف الالم الناتج عن طريق متعه سلبيه كالتدخين والتسويف وغيرها.
اذا كنت تريد القيام بعمل ما ولم تفعله بعد او تريد انجاز شيء لم تنجزه بعد اربطه بالالم والمتعه استخدم هذا الاسلوب لمصلحتك في زياده المتع المكتسبه من هذا العمل ومعرفه الالم الناتج عن عدم قيامك به. ففي الوقت الذي تقول فيه كفى! يجب ان احدث تغييرا. هو الوقت الذي اخذت المقدار المناسب للالم ليصبح الالم صديقا فهو سوف يدفعك لاجراء واتخاذ قرارا جديدا. 
ان هذا الاسلوب يستخدم من قبل المسوقون ايضا فيربطون العواطف بالمنتج الذي ينتج لنا الشعور بالمتعه بينما عدم مقدره الفرد على اقتنائه يولد لديه الشعور بالالم. 

منظور اخر
يقول Nietzsche ان الالم والمتعه مرتبطان بقوه معا، فمن يريد الشعور بالمتعه يجب ان يقبل الشعور بالمعاناه فكلما زاد شعور المعاناه زاد شعور المتعه والعكس ايضا. فاذا اردت معاناه اقل في حياتك فسوف تستغني عن تحقيق ذاتك وقدرا اقل من النضوج. بينما لو احتضنت معاناتك على اكبر قدر ممكن فسوف تحصل على كميه نضج عاليه وتحقق لذاتك وسوف تستشعر بملذات نادرا ما يشعر بها من يستنكر معاناته.
فاختيار المعاناه هنا يقصد بمواجهه الصعاب وعدم الخوف منها والسعي لتجنبها او الهروب منها فبالتالي سوف تتمتع بحياه تخلوا من المعاناه.

فتقليل درجه الالم يقلل من قدرتك على شعورك بالسعاده و المتعه.

إن سر النجاح هو أن تتعلم كيف تستخدم الألم والمتعة بدلاً من السماح للألم والمتعة من استخدامك. فإن فعلت فإنك ستتحكم في حياتك وإلا فإن الحياة هي التي ستتحكم فيك. - أنتوني روبنز



المصادر:
الفقي, ا. (٢٠١٠). اسرار القوه الذاتيه. الكويت: الابداع الفكري للنشر والتوزيع.
Nietzsche, F. (1974). The Gay Science. 1882. Trans. Walter Kaufmann. New York: Vintage.





الوضوح والألتواء

بين الوضوح والالتواء  بين الصراحة و الكذبة البيضاء  بين الحقيقة و مزجها لتظهر بنفس الحقيقة ولكن بصوره اخرى.  اساليب غير واضحة ...